الفنان علي كريم : رحلة عطاء وتميز ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
هناك .. وفي احد احياء دمشق القديمة ويدعى حي الجورة حيث يفوح عبق الياسمين الشامي .. وتنتثر رائحة النانرج .. كان يمسك بانامله المبدعة قطعة من الخشب .. ويحفر على سطحها الاملس .. ليحولها وبحرفية عالية .. وموهبة فريدة من نوعها .. الى اروع اللوحات الفنية التي تجسدت جماليتها في قطع الاثاث والابواب الخشبية الفائقة الروعة .. فحرفة النجارة لايتقنها الا فنان احترافي مرهف الاحساس والمشاعر .. حاول ان يجسدها بذكاء وحنكة ملموسة .. فتارة ينقشها على الواح من الخشب الذي يتنشق رائحة التراث الاصيل .. من خلال ادواته البسيطة اللازمة للنقر والحفر بجميع المقاسات .. وتارة اخرى يسكبها على الورق ليسطر ببراعة اجمل الاعمال الفنية .. ففناننا عمل بحرفة النجارة قرابة اربعين عاما .. الى جانب عمله بالتمثيل ..
– ماهو جسر العبور بالنسبة للفنان المبدع علي كريم ؟!
السينما ؛ المسرح ؛ التلفزيون ..
– باعتقادي ان جسر العبور الذي اوصلني الى بداية انطلاقتي الفنية هو ( المسرح ) كان ذلك ابان حرب 1967 او مايسمى عام النكسة .. حين قمت بتأليف فرقة مسرحية في حي الجورة .. قدمنا اثنائها اعمالا تتحدث عن تداعيات هذه الحرب .. وكانت النصوص من تاليفي .. وكان عمري انذاك 17 عاما .. ومن هنا كانت البدايات .. بعد الخدمة العسكرية التحقت بالجامعة وشاركت في عدد من الأعمال المسرحية .. ضمن فرقة المسرح الجامعي .. ولعبت ادوارا رئيسية في هذه المسرحيات .. وكان اهمها ( انشودة انغولا ) ان سو هيرو سترات .. ( الفلاحون يزرعون فؤوسهم ) ( ليل العبيد ) مسرحية النصيحة مع المخرج الراحل فؤاد الراشد .. وبعدها عملت في فرقة المسرح التجريبي مع المخرج الراحل فواز الساجر .. وكان من اهم المخرجين في تلك الفترة .. في مسرحية ( رحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة ) بعدها عملت في المسرح القومي في مسرحية ( مكبث ) ( حفلة على الخازوق )
– ماذا عن اعمالك التلفزيونية ؟
– في عام 1976 بدات بعمل ثلاثية تلفزيونية بعنوان ( قبل الزواج ) مع المخرج هيثم حقي .. وتوالت الاعمال وكان من اهمها : ( عندما تشيخ الذئاب ) اخراج الصديق عامر فهد .. انجزت هذا العمل منذ سنتين .. وقد كان دوري في هذا المسلسل من اهم الادوار التي قدمتها في حياتي .. وهناك مسلسل سكر وسط .. كان عملا هاما من اخراج مثنى الصبح .. وهناك اعمال تبقى في الذاكرة استمتعت بادائها مثل مسلسل الخوالي من اخراج الراحل المبدع بسام الملا .. هناك مسلسل كوميدي استمتعت بدوري فيه كان بعنوان ( تلك الايام ) وكانت حوارات هذا المسلسل من اطرف الحوارات التي قدمتها في حياتي وهذا النص التلفزيوني كان ماخوذا عن قصة للكاتب القصصي ( حسيب كيالي ) قام باعداده للتلفزيون ( خطيب بدلة )
– ماذا عن الموسم الرمضاني الحالي ..
– قمت بانجاز عملين .. احدهما كان بعنوان ( جوقة عزيزة ) والاخر يحمل عنوان ( الفرسان الثلاثة ) كما شاركت بلوحات بالمسلسل الكوميدي بقعة ضوء ..
– ماذا عن الاعمال التي قمت بتاليفها ؟
– قدمت العديد من النصوص التلفزيونية واعتبر نفسي مقلا بهذه الاعمال .. مثل سباعية ( عودك رنان ) اخرجها الراحل المبدع حاتم علي .. وثلاثية بعنوان ( الحوالة ) كانت من اخراج : غسان باخوس .. وسهرة تلفزيونية اخرجها الصديق : عباس النوري .. بعنوان : ( تحليل خاطئ )
– ماذا عن الاعمال الاذاعية ؟
– كان من اهم اعمالي الاذاعية عمل يحمل عنوان ( افاق مسرحية ) بصراحة العمل وراء المايك متعة كبيرة بالنسبة لي .. وله نكهة خاصة .. فهو لايعتبر وسيلة لايصال صوتي .. اقف امامه كانني اقف على خشبة المسرح ..
– ماهي الاعمال التي كانت الاكثر متعة اثناء عملك بالدوبلاج ؟
– استمتعت كثيرا باداء شخصية ( شارلوك هولمز ) وايضا شخصية ( جليفر )-في جليفر والاقزام السبعة .. وراق لي كثيرا دور الناطور في مسلسل ( تحت سماء المدينة ) كان عملا ايرانيا .. احببت دور عابدين في مسلسل نور واستمتعت بادائه .. وكذلك دور كمال بيك في مسلسل سنوات الضياع .. انا لا اقف امام المايك لاملىء فراغ الكلمات .. بل لاجعل الشخصية المدبلجة وكانها تنطق بالعربية ..
– ماهو انطباعك عن مستقبل الدراما السورية ..؟
– من المؤسف ان الدراما السورية تحتاج الى كتاب .. والى جرئة في الطرح .. وان نعرف ماذا يقال وماذا يطرح من افكار بعد معاناة طويلة من ماساتنا .. انا لست مع الاعمال التي تتحدث عن الازمة .. فنحن نعيشها بكل تفاصيلها والامها ودمويتها .. ولا ارى داعيا ان نشاهدها كمادة درامية لاننا نعي ماذا يمكن ان يقال .. يكفينا عنف الواقع بكل مافيه من قسوة .. انا اتحيز لمسلسل عندما تشيخ الذئاب لانه عالج العلاقات المسببه للأزمة .. وكيف ذهب الناس باتجاه التطرف ..
– ماهو رايك بالاعمال الشامية ..؟
– كفانا قصص افتراضية لا تمت للشام باي صلة .. لقد ولدت هذه الاعمال .. حالة من العنف عند اليافعين .. لم يسبق لحارة ان تهاجم اخرى بتاريخ دمشق على الاطلاق .. هذه الاعمال مليئة بالعدوانية .. كفانا عدوانية التراث .. وعلينا ان نبحث عن خلاصنا في كل شيء .. يجب اعادة تاهيل العقل العربي .. والفكر العربي باتجاه بناء مجتمع يبحث عن تقدمه وعن مستقبل اجياله .. عن مستقبل يتقبل الاخر ولايقوم بالغائه .. علينا جميعا ان نتجه الى حب عقلاني .. وان نلقي ورائنا كل ماهو مدمر لحاضرنا ومستقبلنا .. علينا ان نعرف تحديدا في الدراما مايجب ان يقال في هذا الزمن الصعب ..
Discussion about this post