رحل صالح العجيري وبقي علمه
بقلم ريمه السعد
عالم فلك ورياضيات كويتي ،قدم الكثير لعلم الفلك وللمختصين والباحثين والهواة ،له الكثير من الإضافات العلمية في الفلك وعلومه من خلال أبحاثه العلمية وكتبه
ومن انجازاته تقويم العجيري المعمول به في دولة الكويت
حياة العجيري
ولد العجيري في الكويت عام ١٩٢٠ ،تلقى تعليمه في بداية حياته بالكتاتيب فتعلم اللغة العربية والفقه والحساب ومبادئ اللغة الانجليزية وطرق إمساك الدفاتر المتعلقة بالحسابات التجارية ،ثم التحق بمدرسة المباركية وفيها تلقى دروسه تبعاً للمنهج الفلسطيني
أعمال العجيري
عمل ممثلاً …
لعل ممارسته للشغب اتجاه المدرسين في الصف فتحت له طريق التمثيل ثم اعتزل
عمل معلماً ..
كان يحب مهنة التدريس فعمل معلما في المدرسة الشرقية ثم مدرسة الأحمدية
عمل محاسباً وتاجراً
بسبب حبه للحساب عمل محاسباً عند التاجر أحمد الغربللي وأخوته ثم موظفاً في بنك التسليف والإدخار
سر الموهبة
كان صالح العجيري في طفولته يخاف الظواهر الطبيعية “كالرعد والبرق والرياح والأمطار والأمواج والغبار ”
ومن باب ” أعرف عدوك ” بدأ اهتمام العجيري في علم الفلك
فبدأ من البادية وتعلم تحديد الجهات الأربع من الكثبان الرملية واتجاه تموجاتها أو من النجوم والكواكب ومنها بدأ شغفه للمزيد في علم الفلك فدرسَ علم ” الربع المجيب” في بيت آل نبهان في الحجاز ، وأحضر آلة الربع المجيب معه للكويت
وبعدها قصدَ مصر عام ١٩٤٥ متوجها إلى جامعة الملك فؤاد الأول للعلوم والآداب
ثم حصل على شهادة علمية تفيد بتخصصه في علم الفلك من الاتحاد الفلكي المصري عام ١٩٥٢
ثم جاب الأرض شرقاً وغرباً ذهاباً وإياباً بحثاً عن جديد ومبتكر في هذا العالم
فقدم الكثير وألفَ كتباً في علم الميقات ودورة الهالة
وجدولة الوقت وأسسَ التقويم العجيري الشهير الذي تميزَ بدقة حساباته
ومن أشهر أبحاثه ” الخطوط والدوائر وأهمية ميل الشمس ورصد الكواكب والنجوم ومداخلات الزمن
أنشأ مرصداً فلكياً خاصا به في بداية السبعينيات
واشترى أجهزته من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من ماله الخاص
كما أنشأ مركز علوم الفلك والأرصاد الجوية في النادي العلمي الكويتي عام ١٩٨٦
الجوائز والتكريمات
نال شهادة الدكتورا الفخرية من جامعة الكويت عام ١٩٨١
ومُنحَ قلادة مجلس التعاون الخليجي في العلوم عام ١٩٨٨
ومُنحَ عضوية الشرف في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عام ٢٠٠٠
وحازَ على جائزة الدولة التقديرية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام ٢٠٢٠
كما سميّ المتحف الفلكي في النادي العلمي الكويتي باسم “متحف العجيري” تكريماً له وأطلق اسمه على إحدى مدارس مدينة الجهراء
بالإضافة إلى العديد من التكريمات في مناسبات عدة
مختصر حياته الشخصية
كان حافظاً للقرآن الكريم وكونَ مكتبة كبيرة خاصة به
ويمتاز العجيري بخفة ظله وروحه المرحة وسخائه فذات مرة عرض حقيبته المدرسية التي اشتراها عام ١٩٢٧ بمبلغ ٧٥ فلس في مزادٍ علني فـ بيعت بمبلغ ٦٦٠ ألف دولار تبرع به كاملاً للشعب اللبناني أثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان
وكان يحثُ على العلم قائلاً ” اجعلوا العلم من أجل أهدافكم ” و ” أنا مازلت ُ تلميذاً واتلقى علوم الفلك حتى الأن ”
رحم الله صاحب الريادة والسيادة في علم الفلك
رحمك الله يا عجيري
Discussion about this post