أحاسيس متدفقة
بقلم الأديبة فوزية بن حورية
ستتذكرني وتندم
ستتذكرني دوما…
وكل ثانية إياي تذكر…
ودمعك يسيل…
وعينك تذبل…
وقلبك ينفطر…
وبالخسران تشعر…
وتعترف وتذكر…
أنني مالكة القلب…
وامبراطورة العقل واللب…
وصولجان العواطف…
وزمامها الوردي…
وأنني مهجة الفكر…
و بهجة العين…
حين إياي تبصر…
وأنني ابتسامة الثغر…
حين اسمي على لسانك يتردد…
وعلى لسان الغيـر يذكر…
وأنني روح النفس…
حين طيفي عليك يهل…
والبيت يعمر…
* * *
ستتذكرني وتندم…
وتعترف ولا تنكر…
وعلى تلك الأيام تتحسر…
وعلى صفاء كيف بيننا تعكر…
وعلى إناء كيف بيننا تكسر…
وكيف لم ترد لكسره أن يجبر…
ستندم على طهر كان بيننا…
كأنه النور السرمدي أبدا لن يقهر…
وعلى عفاف كان لنا البساط …
وغطاءه الوفاء المعطر…
وعلى عذرية منها الوصال نستمد…
وقلبينا بحب عذري يزخر…
ونفسينا بنور إلهي مسربلة تتستر…
وملاك الحب حولنا يرفرف…
بأجنحة اخلاص ظننته لن يقبر…
* * *
ارفع الشغاف…
وتصفح القلب كتابا…
ستجدني في صفحاته…
سؤالا وجوابا…
وافتح الذاكرة كنشا…
ستجدني ركنا نيرا…
مستحيل الطمس…
لك عتابا وخطابا…
يا من خلت نفسك المكرم…
وأنك عندي العزيز…
المحترم المبجل…
يا طاووس خرسان…
بالغرور معتم…
ظننت نفسك الدنجوان
أبدا لن ترفض ولن تقهر…
وأن أخطاءك عندي تغفر…
* * *
ستتذكرني دوما…
وعلى لسانك اسمي يذكر…
وتتحسر…حتى تأكل الحصرم…
وتقارنني بالأخريات…
فتجدني تاج الملكات…
يا من ظننت نفسك امبراطور الفتيات…
فلهثت وراء النزوات واللذات…
يا من غرتك الأيام…
فتهت اثر الشهوات…
كذبابة تلعق رحيق الفضلات…
وتطوق خصور الزبالات…
وتلثم ثغور النفايات…
فظننت نفسك حكمت العرش…
ومسكت صولجان الملك…
فإذا بك على قمة هرم القمامات…
وبين يديك احدى معاصرات المومسات…
اللاتي على اجسادهن متوكلات…
وعلى أثدائهن معتمدات…
* * *
ستتذكرني دوما وتندم…
وتتحسر… حتى تاكل الحصرم…
وتعترف باكيا أنني أجمل الجميلات…
في كل الاحتمالات…
وأنني الملاك الطاهر…
على جميع المستويات…
وأنك ندمت على ماض إليه الرجوع…
بات من أصعب المستحيلات…
وتنوء… وتصحو… وتنام على جرح…
تلقي عليه رأسك كإحدى الوسادات…
وتنوح دوما كإحدى البومات…
أنك من سعى لإحباط علاقتنا…
ومن أراد لها الإنهيار…
وأن عقلك أصغر من عقول الصغار…
وأنك كنت تبحث عن لعبة تتسلى بها…
فجرفك التيـار…
يا من ظننت نفسك وجدت صحيح المسار…
واعتليت درجات سلم الرقي والازدهار…
ونحو الثرى لك نعيم الاستقرار…
فخلت نفسك أبدا لن تنهار…
وأن جوادك لن يكبو مطلقا…
لا في الليل ولا في النهار…
يا من أدخلت قلبك الدمار…
بعدما عرف العمار…
ستتذكرني دوما…
وعلى لسانك اسمي يذكر…
وتعترف بحبي العذري وتندم…
وتتحسر…حتى تأكل الحصرم…
القصيدة من ديواني بعنوان”احاسيس متدفقة” الصادر سنة 2016 عن المطبعة الثقافية تونس. الأديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية
Discussion about this post