همس الغياب المستتر
في صَمتِ الغُيُومِ،
تَسْرِقُ الأَشْجَارُ أَحْرُفَ الرِّيحِ،
تَتَسَاقَطُ الأَوْرَاقُ عَلَى رُكْبَةِ الصَّبَاحِ،
وَأَنَا أَتَبَعُ نَبْضَكَ،
كَأَنَّهُ وَقْتٌ لَمْ يُوَلِّدْهُ الزَّمَنُ.
يا سَاقِيَ الذِّكْرَى،
هَلْ زِلْتَ تُرْوِي ظِلَّ الأَيَّامِ؟
هَلْ يَتَرَاءَى لَكَ الحُلْمُ،
وَهُوَ يَمْشِي حَافِيَ الأَمَلِ،
فِي زَوَايَا لَمْ أَعْرِفْهَا مِنْ قَبْلُ؟
أَرَى طَيْرَ الغِيَابِ،
يَرْسُمُ أَسْطُورَةَ الوِدَاعِ عَلَى جَنَاحِ الرِّيحِ،
وَيَغِيبُ،
مُتْرَكًا فِي فَجْوَةِ الرُّوحِ أَثَرَ دَمْعٍ
وَأُغْنِيَةً لَمْ يَسْمَعْهَا الزَّمَنُ.
أَنَا، فِي هُوَايَ،
أُقَلِّبُ أَيَّامِي كَأَوْرَاقٍ مُمَطَّرَةٍ،
تَسْتَبْقِي الصَّمْتَ وَتَتَلَقَّى الانتظار،
أُحَاوِلُ أَنْ أَسْتَدْرِجَكَ،
فَتَفْرُقُ مِنِّي كَلَحْنُكَ المُخْتَفِي فِي ضَوْءِ القَمَرِ.
يا أَنْشُودَةَ العَتَمَةِ،
قُولِي لِلرِّيحِ أَنْ تَتْرُكَنِي فِي وَحْدَةِ الدُّرُوبِ،
فَقَدْ تَعِبَتْ خُطَايَ مِنْ مُطَارَدَةِ ظِلٍّ لَا يَرْجِعُ،
وَفِي كُلِّ نَفَسٍ أَنْحَتُ اسْمَكَ
كَحِكَايةٍ تَرْتَعِشُ بَيْنَ أَصَابِعِ الغَيْمِ.
وَإِنْ مَرَّ طَيْفُكَ لَيْلًا،
فَقُلْ لَهُ:
إِنَّ النُّجُومَ لَمْ تَنْسَ بَرِيقَ عَيْنَيْكَ،
وَإِنَّ الرِّيحَ لَمْ تَزَلْ تَحْمِلُ صُورَتَكَ،
وَأَنَا، مُنْذُ غِيَابِكَ،
أَكْتُبُ كُلَّ صَبَاحٍ
قَصِيدَةً مِنْ مَاءِ الشَّوْقِ.
بقلم الشاعر
مؤيد نجم حنون طاهر
العراق







































