بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
مَساءُ الخَطيئَةِ وَالملح …
في مَساءٍ آخَر،
كانَتِ الرِّيحُ تَمشي على أطرافِ الكَلام،
تَبحَثُ عن ظِلٍّ يُشبِهُكِ،
وعن نافِذَةٍ تُطِلُّ مِنها
رائِحَةُ الغِياب.
المَدينَةُ تَتَهَيَّأُ لِلبُكاءِ،
تَغسِلُ عُيونَها بِالأَنوارِ القَديمَة،
وتُخَبِّئُ أَسرارَها
تَحتَ أَقدامِ العابِرين.
وَأَنتِ —
نِصفُ ضَوءٍ،
نِصفُ نَدَم،
تَمشينَ في الحُلمِ
كَأَنَّكِ خَطيئَةٌ تَتَعَلَّمُ الطَّيران.
قُلتُ لِلبَحرِ:
خُذْ مَلوحَتَها عَن لِساني،
خُذْ شَهوَتي الأُولى،
واترُكْ لي فَقَط
رعشةَ الاسمِ حينَ أُناديها.
يا أُنسَ الأَمطَارِ وَالرَّماد،
يا رائِحَةَ البَابِ حينَ يُغلَقُ على السِّرّ،
هَل تَعلَمينَ أَنَّ الذَّاكِرَةَ
تُصَلِّي لَكِ كُلَّ مَساءٍ
على مِحرابٍ مِن نِسيانٍ مُرتَبِك؟
ها أَنا،
أَجمَعُ ما تَبَقّى مِن رذاذِكِ
على حافَّةِ النَّافِذَة،
أَصنَعُ مِنهُ وَردَةً
وَأَرميها في وَجهِ اللَّيل.
كُلُّ شَيءٍ يُشبِهُكِ الآنَ:
صَوتُ العَصافيرِ المُتعَب،
اِرتِعاشَةُ الزُّجاجِ في الرِّيح،
ونايٌ بَعيدٌ
يَنزِفُ أَنينَهُ
على أَطلالِ الصَّيف.
يا خَطيئَتي الجَميلَة،
يا مَديحَ الوَجع،
ما عادَ في القَلبِ مُتَّسَعٌ
إلّا لاِسمِكِ
حينَ يَذوبُ
كَمِلحٍ في صَلاةِ الغُروب.
بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































