«مستشفى كرى العام..ضغط عملي يومي وخدمة طبية لا تتوقف» …
كتب … محمد نبراس العميسي.
يشهد مستشفى كرى العام توافداً كبيراً للمرضى بشكل يومي، ما يجعل الازدحام مشهداً ثابتاً في أقسامه وعياداته الخارجية. هذا التوافد لا يأتي من منطقة واحدة، بل من مديريات ومناطق متعددة، ومن المجتمع المحلي والمضيف في ظل محدودية الخيارات الصحية المتاحة، واعتماد شريحة واسعة من المواطنين على المستشفى لما يقدمه من خدمات طبية متنوعة.
يوفر المستشفى أغلب التخصصات الطبية، وهو ما يجعله وجهة رئيسية للمرضى الذين يبحثون عن التشخيص والعلاج في مكان واحد. ومع هذا التنوع، تزداد أعداد المراجعين، خصوصاً في الأقسام الحيوية، ما يضع ضغطاً مستمراً على الكادر الطبي والإداري.
ورغم هذا الضغط، تستمر الخدمات دون انقطاع. الأطباء يعملون وفق جداول مزدحمة، والتمريض يتعامل مع أعداد تفوق الطاقة الاستيعابية في بعض الأحيان، فيما تحاول الإدارة تنظيم العمل وتوزيع الجهود قدر الإمكان. قد يحدث تأخير في المواعيد دقائق معينة أو ازدحام في قاعات الانتظار، لكن العمل لا يتوقف، والمرضى يُستقبلون وفق الأولويات الطبية.
الانتظار أصبح جزءاً من تجربة المراجعة، ليس بسبب الإهمال، بل نتيجة مباشرة لكثرة الحالات مقارنة بالإمكانات المتوفرة. ومع ذلك، يلمس كثير من المرضى حرص الكادر الطبي على تقديم الخدمة، والتعامل مع الحالات الحرجة بسرعة ومسؤولية.
الازدحام في مستشفى كرى العام يعكس واقع القطاع الصحي بشكل عام؛ حيث تتحمل بعض المؤسسات عبئاً يفوق طاقتها لتعويض النقص في أماكن أخرى. ومع هذا الواقع، يواصل المستشفى أداء دوره، محافظاً على استمرارية الخدمة وتوفير الرعاية الطبية الأساسية لمختلف الفئات.
في المحصلة، لا يمكن النظر إلى هذا التزاحم بوصفه مشكلة منفصلة، بل باعتباره نتيجة طبيعية لمستشفى يؤدي دوراً محورياً في خدمة المجتمع. وبين محدودية الإمكانات وكثرة الاحتياج، يظل مستشفى كرى العام حاضراً، يعمل تحت الضغط، ويقدّم ما يستطيع، يوماً بعد يوم






































