أشرف كمال
أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، العدد الإلكتروني الجديد “411” من المجلة الثقافية “مصر المحروسة” المعنية بالآداب والفنون.
يستهل العدد بمقال د. هويدا صالح، رئيس التحرير، بعنوان “السينما ضد التاريخ.. أم كلثوم في مواجهة السرد الزائف”، وتكتب خلاله عن الفيلم السينمائي” الست”.
وترى “صالح” أن الجدل حول الفيلم ليس خلافا فنيا عابرا، بل صراعا على الذاكرة والرمز والهوية، مشيرة إلى أن الدفاع عن أم كلثوم هو دفاع عن احترام الذات والذاكرة والفن نفسه، الذي إما أن يكون شاهدا على الحقيقة أو شريكا في الكذبة.
وتؤكد “صالح” أن كوكب الشرق لم تكن مجرد مطربة بل مشروعا وطنيا ورمزا للهوية المصرية والعربية، وأن ما يسمى بـ”أنسنة الرمز” أو تصويرها كامرأة بخيلة أو مكتئبة، يناقض الوقائع التاريخية ودورها القومي والإنساني.
وفي باب “ملفات وقضايا” يجرى مصطفى علي عمار تحقيقا حول إعادة هيبة اللغة العربية، بعنوان “حين تتراجع لغة الحضارة أمام إغراءات العصر”، مستعرضا آراء نخبة من الكتاب المصريين والعرب، الذين أجمعوا على أن أزمة العربية ليست في قدرتها أو مرونتها، بل في “إهمال أبنائها لها”، وضعف السياسات التعليمية والإعلامية، وتراجع دور الأسرة والمدرسة، إضافة إلى ما يسمى بعقدة الخواجة، والانبهار باللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم.
ويطرح “عمار” سؤالا محوريا: كيف يمكن إعادة هيبة اللغة العربية وجعلها لغة تواصل حية؟، ويقدم من خلال المقال مجموعة من الحلول، أبرزها: تفعيل دور الأسرة في تنشئة الطفل لغويا، إعداد معلمي العربية إعدادا علميا قويا، سن تشريعات حكومية تحمي حضور العربية في الفضاء العام، دعم حفظ القرآن، والنشر العلمي، والترجمة بالعربية، وأخيرا استثمار وسائل التواصل والمؤثرين والفنون في حملات داعمة للغة.
وفي باب “كتاب مصر” تترجم د. فايزة حلمي مقالا بعنوان “التوتر بين الذات الداخلية والذات الخارجية”، لأرلين كونسيك، والذي تناقش خلاله مفهوم الذات الداخلية موضحة أنها مستودع اللاوعي للأفكار والذكريات والعواطف وجوانب أخرى من العقل تشكل الهوية، وتعد بمثابة الجزء الخاص والداخلي من النفس الذي لا يشاركه الشخص عادة مع الآخرين.
وتشير إلى أن إدراك الذات الداخلية وكيفية تفاعلها مع الذات الخارجية جزء مهم من الصحة العقلية والبدنية والروحية الجيدة، وعنصر حاسم يجب أخذه في الاعتبار عند السعي لتحقيق التوازن في الحياة.
وفي باب “دراسات نقدية” يكتب حسن غريب عن رواية “بساتين عربستان” للكاتب السعودي أسامة المسلم، والتي تعد أحد أهم تجارب الفانتازيا العربية الحديثة، وتمثل علامة فارقة في الخيال العربي، وقادرة على تأسيس نموذج مستقل للملحمة العربية المعاصرة، حيث أنها تتبنى منهجا تكامليا يجمع بين التحليل السيميائي والتحليل النفسي، والدراسات الأسلوبية.
وفي باب “مواجهات وحوارات” تجري سماح عبد السلام حوارا مع الفنان التشكيلي سيد واكد، حول تجربته في فن التشكيل بالزجاج، من خلال معرضه الجديد “نقاط المطر” الذي يقوم على فكرة استلهام جماليات المطر وقطرات الماء بوصفها مدخلا بصريا وفلسفيا للتأمل في تراكم الأفكار وتحولها من وحدات صغيرة إلى مسارات كبرى للحياة.
وأوضح “واكد” اعتماده على المغامرة والتجريب بوصفهما جوهر تجربته الفنية، كما يشرح التقنيات التي استخدمها في تنفيذ الأعمال، والتي تنوعت بين نفخ زجاج البيريكس مع معالجات كيميائية تمنحه تأثيرا فضيا، وتجربة تشكيل الزجاج المسطح داخل الأفران عبر تكسير القطع وترتيبها للحصول على تكوينات تشبه قطرات المطر.
ويضم عدد المجلة التابعة للإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية، برئاسة د. إسلام زكي، عدة أبواب أخرى، منها باب “مسرح”، وتكتب فيه الكاتبة السودانية ريم عباس مقالا بعنوان “الزعيم عادل إمام أسطورة المسرح العربي”، تتناول خلاله المسيرة الفنية للفنان عادل إمام بوصفه أحد أبرز رموز المسرح والكوميديا العربية، وكيف تألق في مسرحية “أنا وهو وهي” التي تعد نقطة انطلاق حقيقية، حيث قدم أول إفيهاته الشهيرة.
وتوضح “عباس” كيف حول عادل إمام الإفيه من مجرد وسيلة للضحك إلى أداة نقد اجتماعي وسياسي، معتمدا على الارتجال الذكي، والحركات الجسدية، واللزمات المتكررة التي صنعت شخصياته ورسختها في الذاكرة الشعبية.
وتخلص الكاتبة إلى أن عادل إمام لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل ظاهرة فنية وثقافية، جمع بين الإضحاك والوعي، وبقي مرآة للمجتمع وصوتا للناس، مستحقا عن جدارة لقب “الزعيم”.
وفي باب “أطفالنا” يكتب عبده الزراع عن مسرح الطفل بوصفه أداة تربوية وجمالية فاعلة، تتجاوز الترفيه إلى بناء الشخصية وتنمية الوعي والحسّ الإنساني لدى الأطفال.
ويركز خلاله على مسرحية “مملكة الحواديت” باعتبارها نموذجا معاصرا لمسرح جاد يدمج بين الحكايات الفانتازية التراثية وقضايا الطفولة الحديثة، مثل التنمر والتجاهل الأسري.
وفي باب “كتب ومجلات” يكتب حسين عبد الرحيم عن كتاب “إدوار الخراط: مغامرة الفكر وسيرة الكتابة” لميسرة صلاح الدين، والذي يقدم تجربة الخراط الفكرية والأدبية للأجيال الجديدة بلغة مبسطة تحافظ على عمقها الحداثي، متتبعا نشأته متعددة الثقافات، والتحولات الشخصية والسياسية التي شكلت وعيه، كما يسلط الضوء على أعماله الإبداعية، خاصة رواية “رامة والتنين”، إضافة إلى إسهاماته النقدية ورؤيته لتطور الأدب العربي.
وفي باب “بوابات الوطن” تكتب نهاد المدني عن التطوير الشامل لمسرح “الهناجر” استعدادا لعودة العرض الجماهيري “الأرتيست”،
وذلك بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه في عروضه السابقة.
وفي باب “خواطر وآراء” تكتب أمل زيادة مقالها الثابت “كوكب تاني” الذي تسرد فيه خواطرها حول قضايا الساعة وتتساءل ماذا لو كنا في كوكب تاني؟!





































