اعترافي
اعترافي في محراب جمالك
مَا إن تأمّلت إشراقة الشّمس، حتَّى أدركت جمال بزوغك لأوّل مرّة كما أدركتها الآن في معنى الجمال الموسوم في لوحات النَّفس، بألوان حيويَّة متدفِّقة، فالجمال ينبلج مِن كوَّة النُّور والضِّياء؛ لتُحيل الحياة إلى ظلِّ لحظات يتَّحد فيها القلب مع القلب، فيستحيل إلى فيض مِن معانٍ متلألئة.
إذا كانت الرِّياضة تغذِّي الجسم، والعبادة تقوِّي الرُّوح، والعلم ينمِّي العقل، فإنَّ الجمال يُحيي الوجدان، ويَسمو بالإنسان إلى أرقى المراتب. عندها فإنّ الزّمن لن يتوقّف توقّفا تامّا وبشكل مفاجئ ، بل يسير ببطء متناهٍ قياسا بحركة الكون ولكنّه يقطعنا جسدًا على مسار الحياة وتبقى الذّكريات وجمالها عالقة بركاب الزّمن ، طالما للجمال جمالان ، روحيّ وآخر ماديّ
الرُّوحي راحة وسكينة؛ حيث تكون النَّفس كالسَّماء الزَّرقاء، وقد انقشعت عنها سحائب القلق والحيرة، وهذا الإحساس الجميل، يعبِّر عن خلاص الإنسان مِن مؤثِّرات الحياة السَّلبيَّة، ويُنقِّيه مِن الأحقاد ، أمَّا الجمال المادِّي، فهو منحوت على صفحات الطَّبيعة وسطورها، على السّلوك الإنسانيّ ومخرجاته يُعلن عن نفسه دون مشقَّة أو أقنعة زائفة، يعبِّر عن ذاته بذاته.
فإنِ اعتقدنا أنّ الزّمن سيتوقّف يوما توقّفا تامّا لا بُدّ أن نحرص على جمال الرّوح والعقل والوجدان.
عدنان الطائي.






































