كتب : أشرف كمال
خيّم الحزن على محافظة المنيا وكل الأوساط القضائية في مصر، بعد الحادث المروع الذي وقع فجر اليوم على الطريق الصحراوي الشرقي بمركز ملوى، وأسفر عن مصرع أربعة من القضاة الشباب وإصابة اثنين آخرين، إثر تصادم بين سيارة نصف نقل وأخرى ملاكي اشتعلت بالكامل وتفحمت جثامين من بداخلها.
الحادث الذي دوّى صداه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حوّل المنصات إلى دفتر عزاء مفتوح، بعد تأكيد هوية الضحايا الأربعة الذين كانوا يعملون جميعًا في الدائرة الأولى مدني بمحكمة ديروط. وقد اتشحت المحافظة بالسواد، وعبّر زملاؤهم وأهاليهم عن صدمتهم العميقة لفقدان هذه المجموعة من القضاة المعروفين بمهنيتهم واجتهادهم.
هوية القضاة المتوفين
بحسب مصادر أمنية، فإن القضاة الأربعة الذين لقوا مصرعهم هم كل من
المستشار محمد محمد إبراهيم محمد البكري – الشهير بـ محمد البكري، المستشار مصطفى محمد مصطفى صالح – الشهير بـ مصطفى عصيدة، المستشار إسلام حمدي كاشف عبد الرحمن – الشهير بـ إسلام الكاشف، المستشار محمد عبد الناصر محمد – الشهير بـ محمد عبد الناصر
وقد لقوا حتفهم داخل السيارة الملاكي التي اشتعلت عقب التصادم، ما أدى إلى تفحم جثامينهم بالكامل واستحالة التعرف عليهم ظاهريًا.
تفاصيل الحادث
تلقت الأجهزة الأمنية إخطارًا من غرفة النجدة يفيد بوقوع حادث تصادم عنيف على الطريق الصحراوي الشرقي بملوي، بين سيارة نصف نقل كانت تسير بسرعة عالية وسيارة ملاكي يستقلها القضاة الأربعة، وعلى الفور، انتقلت قوات الشرطة وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، حيث تبين:
وفاة 4 أشخاص داخل السيارة الملاكي بعد اشتعالها وتفحم الجثامين.
إصابة شخصين آخرين من مستقلي السيارة النصف نقل، نُقلا إلى مستشفى ملوي العام لتلقي الإسعافات اللازمة.
كما تم استخراج الجثامين بصعوبة نظرًا لشدة الاحتراق، ونقلها إلى مشرحة مستشفى ملوي تحت تصرف جهات التحقيق.
فحوصات الـDNA لتحديد الهوية
وبسبب تفحم الجثامين بالكامل، وجّهت النيابة العامة بضرورة أخذ عينات DNA من الضحايا ومن ذويهم، لإجراء المطابقة العلمية وتحديد كل هوية بشكل دقيق قبل تسليم الجثامين لأسرهم.
وأكدت جهات التحقيق أنه لن يتم تسليم أي جثمان إلا بعد اكتمال إجراءات الفحص الطبي والقانوني، احترامًا للضحايا ومراعاة لمشاعر عائلاتهم.
تحقيقات جارية وإجراءات قانونية
حررت الأجهزة الأمنية المحضر اللازم، وتم إخطار النيابة العامة التي بدأت التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث، وتحديد أسباب وقوع التصادم وما إذا كان السبب السرعة الزائدة أو خطأ بشري أو عوامل تتعلق بالطريق نفسه.
كما تم التحفظ على السيارة نصف نقل وسؤال المصابين فور استقرار حالتهم، لبيان تسلسل الأحداث بدقة.
حزن عام ورسائل نعي
شهدت المنصات الاجتماعية موجة واسعة من رسائل التعزية، حيث أكد العديد من المواطنين والمحامين وأعضاء الهيئات القضائية أن القضاة الأربعة كانوا مثالًا في الأخلاق والانضباط والالتزام بمهام عملهم.
وكتب البعض: “المنيا كلها حزينة.. فقدنا شبابًا في عمر الزهور كانوا يخدمون العدالة.”
فيما دعا آخرون إلى مراجعة إجراءات السلامة على الطرق الصحراوية التي شهدت في السنوات الأخيرة حوادث مؤلمة مشابهة.
ختام
يرحل أربعة من شباب القضاء في حادث مأساوي، تاركين خلفهم أسرًا مكلومة وزملاء مصدومين، بينما يستمر التحقيق في هذه الفاجعة التي فجّرت موجة حزن على مستوى الجمهورية.
رحم الله الضحايا، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.






































