للشاعر: مؤيَّد نجم حنون
يَجولُ الزَّمَنُ في أَسواقِ الطُّبولِ،
تَختلِطُ الأَصواتُ
كَمَا تَختلِطُ الظِّلالُ في مِرآةٍ مَكسورَةٍ.
وُجوهٌ بلا ملامِحَ،
تُصَفِّقُ لِلسَّرابِ،
وَتَبيعُ الصَّمتَ
في مَزاداتِ الخَوفِ المُعَلَّقِ على الجُدرانِ.
هُناكَ،
حَيثُ تُرسَمُ الغاياتُ في العُقولِ كَخَرائطَ مِن دُخانٍ،
تُخَطِّطُ لِلأَبَدِ على الوَرَقِ المُبتَلِّ،
وَتَبني الأَحلامَ
فَوقَ قُبورٍ لَم تَبرُدْ بَعدُ.
السَّفينةُ…
تَدورُ حَولَ نَفسِها،
تَغرَقُ في مَوجٍ
يُعَلِّمُها مَعنى التِّيهِ،
وَيُلقِيها على شاطِئِ الإِفلاسِ
مَلفوفَةً بِراياتِ الطُّغاةِ.
إِرادَةُ الجُنونِ تَبحَثُ عَن مَلِكٍ مَفقودٍ،
وَعَن عِفرِيتٍ
يَكتُبُ دُستورَ الظِّلالِ.
الكُلُّ يُريدُ عَرشًا،
وَالكُلُّ يَصحو على خَوَاءِ الأَلقابِ.
أَمّا البَحرُ،
فَما زالَ يَضحَكُ
مِن أَحلامِ الإِمبراطوريّاتِ
التي تَسبَحُ على ظَهرِ الغُولِ.
—
وفي المَدَى البَعيدِ،
تَعلو رَاياتُ السَّرابِ،
تَهتِفُ المُدُنُ بِأَسماءٍ نَسيتْها،
وَتَضحَكُ المَرَايَا
على وُجوهٍ كانَتْ يَومًا تَحلُمُ بِالنُّورِ.
الأَرضُ تَدورُ على صَدى الصِّراخِ،
وَالسَّماءُ تَكتُبُ بِلَونِ الغُبارِ
نَشيدَ الَّذينَ عَبَدوا الصَّنَمَ الجَديدَ،
صَنَمَ الأَنا،
حينَ تَوَهَّموا أَنَّ الدُّخانَ
طَريقٌ إِلى الخُلُودِ.
وَالرِّيحُ تَمُرُّ،
تَسأَلُ الصَّمتَ:
مَن بَقِيَ مِنَ العُقولِ لَم يُؤجَّرْ؟
وَمَن بَقِيَ مِنَ الحُلمِ لَم يُغرِقْهُ الطُّوفانُ؟
الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































