المرأة السورية بين العنف الممنهج والطموح …
كتب … عماد مصطفى حلب
شهدت محافظة حلب مؤخرا جلسة حوارية مشتركة تهدف إلى تمكين المرأة السورية، تحت عنوان “المراة السورية بين العنف الممنهج والطموح”. أقيمت هذه الجلسة برعاية مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية بالتعاون مع حزب سوريا المستقبل ومجلسي المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي. وقد أدارت الجلسة زينب قنبر التي أكدت في كلمتها الافتتاحية على أهمية العمل الجماعي لإنهاء كافة أشكال العنف، وبناء مجتمع ديمقراطي تشاركي، وسبل تعزيز دورها في الحياة العامة حيث اعتبرت أن المرأة تمثل حجر الأساس في هذا البناء.

من جهتها اكدت زلوخ رشيد، ناطقة المرأة بحزب سوريا المستقبل، عن واقع المرأة السورية في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد. فقد تزايدت أشكال العنف التي تواجهها النساء السوريات نتيجة سنوات من الحروب والصراعات، حيث سلطت الضوء على العنف البنيوي المستند إلى التقاليد والعادات القاسية، بالإضافة إلى العنف الطائفي والعرقي. كما مما زاد من تعقيد وضعهن هو مشكلة النزوح واللجوء، والانخفاض في المستوى التعليمي، وظروف العيش الصعبة.

على الرغم من تلك التحديات، فإن المرأة السورية أظهرت طموحًا كبيرًا وفاعلية في المجتمع. وقدمت رشيد مقترحات عديدة لتعزيز دور المرأة في اتخاذ القرار، بما في ذلك تطبيق نظام “كوتا” نسائية حقيقية وإصلاح القوانين، بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي وتمكين النساء اقتصاديًا وتعليميًا.
في الجلسة، تم تسليط الضوء أيضًا على دور الرجل في مناهضة العنف ضد المرأة، حيث اشار محمد غرير، الرئيس المشترك لمجلس حلب، على ضرورة أن يكون الرجل شريكًا في بناء ثقافة الاحترام والمساواة. كما دعا المؤسسات الإعلامية والتعليمية والدينية إلى تعزيز قيم المساواة في المناهج، وتقديم صورة إيجابية عن المرأة.
اختتمت الجلسة بعدة توصيات تعكس استمرار معاناة المرأة السورية من العنف الممنهج، وأهمية اعتماد “كوتا” نسائية فعالة في الهيئات السياسية لضمان مشاركتها. كما تمت الإشارة إلى ضرورة تطوير التشريعات لحماية حقوق النساء وتعزيز تمكينهن.
إن قضية مناهضة العنف ضد المرأة تتطلب مشاركة فعالة من جميع شرائح المجتمع، فبناء مستقبل أكثر عدلاً واستقرارًا في سوريا يعتمد على تعاون الجميع والعمل سويةً من أجل تحقيق المساواة والعدالة.






































