امرأة لا تحبّك بالمرّة
لا يعنيها إن أطلقت لحيتك أو حلقتها،
ولا إن كنت الآن تسهر مع أصدقائك، أو كنت تكتب عن إحداهنّ قصّة في منتصف اللّيل.
امرأة لا تفتش في صورك القديمة بحثا عن ندم محتمل في عينيك،
لا تعيد تشغيل الأغنية الّتي كنت تحبّها لتتأكّد أنّها لم تعد تخصّك.
امرأة، حين تمرّ في خيالها،
تبتسم.
تبتسم، لا لأنّك خفيف الظّلّ،
بل لأنّك صرت ماضيًا لا يستحقّ الحنين.
لا تحفظ صوتك، ولا تعيد سماع المقاطع الّتي أرسلتها إليها،
ولا تتساءل إن كنت نائما،
أو تقرأ لخوان خوسيه مياس- كاتبِها المفضل-
امرأة لا تتخيّلك،
لا تفتقدك،
ولا حتّى تكرهك.
لا تحصي سنوات أزهقتها قربك،
ولا تفكّر كيف تنقذك من فراغك،
فهي ببساطة لا تراك.
امرأة لا تصاب بنوبات وجع حين تتذكّرك،
ولا تعتبر رسائلك القديمة وثائق حبّ.
لا يرتجف قلبها حين تراك صدفة
بل تصلح خصلتها المتساقطة وتكمل حديثها عن أسعار الكتب أو أنواع القهوة الجيّدة.
لا تنتظر منك رسالة،
أو اعتذارا مؤجّلا،
ولا تبني لك مقاما صغيرا في ذاكرتها.
تلك المرأة
تجاوزتك قبل أن تكمل كأس عصير المشمش،
تجاوزتك تماما،
وكتبت رواية جديدة
بطلها “أنت”.
د. منى قابل






































