كان.. يكون..
“وأُحِبُّكِ،
وما أحببتُكِ إِلَّا بدمار القلب وضَلالِ المنظر.”
أنسي الحاج
* * *
في رقصة الطَّير المذبوح
يَرْحَلُ هذا الجسد بعيداً إلى نهاياته
الصَّمت بستان الرُّوح،
والدُّموع منها ترجمان أشواق
شفيعها النَّحيب..
في شوق قُطَيْرَةِ ماء
كانت تعرج على ينابيعها الثَّرة الثَّرثارة،
في شوق النَّهر إلى ضفَّتيه
ترقى إلى عرشك الحالم بين النُّجوم،
في شوق الماء إلى غموضه الأوّل
تقايض هدأة الرُّوح
بما انطوت
عليه قطيراتها اللألأة من شفيف النُّور
يكون
أَوَّلَ هذا الخلق
بدء كلِّ تكوين
يكون.. أَوَّلَ ما تكون..
لتكن..
– أيُّها العاشق المفتون –
أعمار الّتي أحببتها بالباقي من عمرك المكدود..!
—–×—-×—-×—–
القلق مرآة الآتي
والأراجيف تنضح كالفطر لَمَّا تنازعها الفضيحة
تستنسر،
تلوب بجناح العطاش
في عنت الطَّريق
تصفع الوجوهَ الحقيقةُ المنذورة لليقين
تزورُّ عنها الأوقات المغبونة
فرحين..
مضوا جميعهم بما بين أيديهم
انْفَضُّوا سراعاً
– عند جرحك النَّازف-
يلوون بأعناقهم نحو الغيب
يعضُّون
على باقي أكاذيبهم بالمسوخ من الكلمات
في بروق شاشاتهم السَّنيَّات
مبتهجين بما قد كسبوا من صدى
بما سلبوا..
بما نهبوا..
كأنَّ الأرض لم تدَّخِرْ جرحها الأوَّل لغير هذا الغباء..!
—-×—–×—–×—–
لأنَّه النَّهر..
ملاكها الحارس،
وهي وردة يابسته المشتهاة
كَكُلِّ جسر
يَشُدُّ جرح الضِّفة بجراح الأخرى..
لا يسمح لغير أحلامها بالاقتراب من سريره.
هو العاشق
لا يهدي حبيبته، عند اللِّقاء، أَقَلَّ من دمه..!
.
عبد الرحيم أبطي
المغرب






































