—
كذبٌ أبيض
……………. ١
كثيرةٌ هي الدّروب اّلتي تعبُرها،
هل تُدرك كم تعبُرك الدّروب..؟
سؤالٌ يدور في مخيّلة النّخلة
حين يكون للسّعفِ رئاتٌ سمراء.
هل تقوى على لِقاح الطَّلْع لجذعِ الفحلِ المضروب؟
تُرى:
ما ذنبُ الفأس حين يَهوي على ساقِ الصّندل،
ليعطِّرَ صدأَ حوافِّ الحديد
بكَفِّ الحطّابِ المصلوب؟
سؤالٌ آخر، سؤالٌ أكبر…
سؤالُ المرايا للوجوهِ الكالحة،
حين يغسلها الملحُ
ليُشَرذِمَ حوافَّ الكوفيّات،
ويُنقَرِشَ زَبَدُ الوجهِ المخبول..؟
—
…….. ٢
أفتقرُ لصلابةِ الإطار،
أذوبُ مع كلِّ لَطخة.
شيءٌ أنا من خيوطِ الكنفاس
بمقاس تسعة عشر على تسعة.
للمساميرِ أثرٌ بعُنقي
وإن لم أجتهدْ يومًا بحبِّ المطرقة.
هكذا كانت تقول اللّوحة.!
—
…….. ٣
كان عليك ابتكارُ ليلٍ طويلٍ على مقاسك،
لعلّك تنجو من قِصارِ دثارك…
وتُدثِّر البردَ بحُنوطِ أكفانك،
لتبرحَ أرضك
كأنّك ما برحتَ مكانك.
فليس الزًمانُ زمانك،
وليس المكانُ مكانك.
لِمَ تُصرّ أن الخُلدَ عُشبةُ جِنانك؟
من أنبأك؟
من أوهمك
أنّ الخمرَ إيوانُ خُوانك؟
أما كان أولى
أن تَدُسَّ الملحَ في فمِ الجرح
لينزَّ كلّما أوغل في الطّعن
سكينُ نصالك؟
يا لتصبّرك… ويا أسفي.
ما زلتَ تتعاطى الحُلمَ
أحبولةَ كذبٍ يا هوانك..!
—
………….. ٤
كاذبةٌ وصايا الشّعراء،
كاذبةٌ وصايا أهلِ النّثر.
تُرى:
من ألبس القصيدةَ أثوابَها
ليدّعي بُهتانَ فَتْقِ العجز،
ويحقَّ له رَتقُ الصّدر؟
الواحدة — ليست قافيةً أوهمونا بها.
الواحدة — لا شأنَ لها بحروفِ العِلّة.
لا نَسّابةَ بينها
وبين حروفِ الجرّ.
الواحدة — ملحٌ أكل فمَ البحر
حتّى تقيِّئ الهامشَ على صدرِ السّطر.
والبحرُ لا يُدرك شيئًا عن ذاك الأعشى.
والمستدرِكُ… لم تستدرجه الحورياتُ يومًا.
لِمَ إذن ادّعى كلَّ ذلك؟
الشّعرُ… هل كان هذا بطرق يومًا
أبوابَ بيوتِ الطّينِ قبيل الفجر؟
هل سأل آخرَ عاملٍ
لم يُغادره المسطر؟
كاذبةٌ وصايا الشّعراء،
كاذبةٌ وصايا أهلِ النّثر.
لعبةٌ قديمةٌ
من ادّعى وصله بصبايا عَبقَر.
أوراقُ التّاروت قد تُفلحُ مرّة،
وقد يفلحُ السّاحرُ حيث أتى،
لكنْ… أنّى للشّعراءِ
هذا الكذبُ الأحمر..؟
—
هامشٌ!
حين فكّر الإلهُ بأمرِ التّدوير،
جاء الأمرُ بشكلِ نَهْد..!!
حيدر غراس.






































