يا غزةَ العزِّ …
يا صوتَ الجرحِ في صدرِ الأرضِ،
تُعلنُ وقفَ النّارِ، وهمسُ المدافعِ يُخفي صراخَ الجوعِ.
إسرائيلُ تُمسكُ بالخبزِ كالسّكينِ، تُقطِّعُ به أطرافَ الأطفالِ،
وعبيةٌ تُشاركُها الطّاولةَ، تُلقي فتاتَ الخبزِ في فمِ التّنينِ.
أيّتها الأمُّ الّتي تُعدُّ لأبنائها وجبةً من الرّيحِ،
تُغنِّي لهم أناشيدَ الجوعِ حتّى يناموا على بطونٍ تُرجِّفُ الجدرانَ.
يا أباً يُعلِّمُ ابنه أن يُقبِّلَ الرّغيفَ قبل أن يأكلَهُ،
لأنّ الرّغيفَ قد يكونُ آخرَ عهدٍ بينهما.
الأممُ تُشاهدُ، تُعدُّ السّاعاتِ كأنّها حبّاتُ القمحِ المسروقةِ،
تُصدرُ بياناتٍ تُشبهُ الملحَ على الجرحِ المفتوحِ.
عبيةٌ تُرسلُ مساعداتٍ تُفرغُ في البحرِ قبل أن تُفرغَ في المعدةِ،
وتُسمِّي ذلكَ “توازناً”، وتُسمِّي الجوعَ “استراتيجيّةً”.
غزّةُ لا تُطلبُ الرّحمةَ، تُطلبُ الخبزَ والسّماءَ،
تُطلبُ أن تُتركَ لتُعلِّمَ أبناءَها كيف يُحوِّلونَ الجوعَ إلى صمودٍ.
يا عالماً يُنامُ على بطنٍ ممتلئٍ،
استيقظْ، فالجوعُ في غزّةَ يُعلِّمُ الضّميرَ أن يُصرخَ.
هذه القصيدةُ لم تُكتبْ من قبلُ، ولن تُكتبَ بعدُ،
لأنّها تُكتبُ كلِّ ليلةٍ في عيونِ طفلٍ يُقبِّلُ الخبزَ قبل أن يأكلَهُ
نافز ظاهر






































