قالت أمّي: الحبُّ لعنة،
يمرُّ مثلَ بردٍ على شبابيك القلب.
قال أبي: لا تُرهقي رجلاً بالسّؤال،
كوني ظلَّهُ، ونامي في صمتٍ طويل.
قالت جدّتي: الجسدُ لكِ لحظة، ولهم الأبد،
اصمتي كي لا يغضبَ التّاريخ.
أمّا جدّي الّذي خبّأ في جيبه غصنَ زيتون،
فقال: ستفهمين حين تجرّبكِ الغابة، وتسكنكِ الوحوش.
دخلتُ الغابةَ مثلَ صرخة،
كانت الأشجارُ أعمدةً من خوف،
والعشبُ يتهامسُ حولَ خطواتي.
ظهر الذّئبُ فجأةً،
عيناهُ ليلانِ مفتوحان،
أنفاسهُ مثلُ نارٍ على ثلج،
جسدهُ قصيدةٌ لم تكتمل بعد.
لم يلتهمني،
وضعَ رأسهُ على كتفي،
وقال: علّموني أن أكونَ وحشاً،
لكنّي أردتُ أن أكونَ رجلاً يحبُّك.
مرّر أنيابهُ على عنقي
كما تمرّ ريشةٌ على جدار،
فتحتُ له أحلامي،
سقطتُ في فوضى يديه،
وانكسرتْ كلُّ وصايا القبيلة..
قال لي: أترين؟
الحبُّ ليسَ قفصاً،
الحبُّ ذئبٌ يفتحُ لكِ الغابة،
ويجعلكِ أكثر إنسانيّة من القوانين.
ركضنا معاً،
كأنّنا نعيدُ خلقَ الأرض،
أنا امرأةٌ أولى،
وهو رجلٌ أخير،
ونحنُ بين البداية والنّهاية،
قصيدةٌ تبحثُ عن نفسها بحذرٍ شديد.
من سيخبرُ أمّي أنّي لم أُؤكل،
من سيخبرها أنّي أحببت؟
من سيقولُ لأبي أنّي لستُ ظلّاً؟
من سيهمسُ للقبيلة أنّ الذّئبَ،
كان أرحم؟.
بقلم شذا خليل






































