(أبا عمار ، في ذكرى الرحيل)
أبا عمارَ… قم من قبرِكَ وتمرّدْ،
فشعبُكَ الحرُّ بعدَكَ باتَ مُشرّدْ.
نامَتْ على الطّرقاتِ أحلامُ الصّغار،
وضاعَ في المنفى الصّدى المتردِّدْ.
كانت خُطاكَ نَشيدَ مَجدٍ خالدٍ،
وصَداكَ نارًا في العروقِ تُوقَدْ،
كُنتَ الجبالَ إذا استكانَ زمانُنا،
كُنتَ الرّجولةَ حينَ خانَ الفرقدْ.
يا مَن حَمَلتَ على يديكَ كرامةً
وسقيتَ بالدّمِ شعبَ أرضٍ موحّدْ
ما زالَ عهدُكَ في القلوبِ مقدّسًا
لن يُمحَ، مهما طالَ ليلٌ مُسهدْ.
قتلوكَ، ظنّوا أنَّ موتَكَ يَطمسُ
صوتَ البطولةِ، أو يخمدُ التَّوقّدْ
لكنَّ روحَكَ في الميادينِ انتشتْ
وهتافُ أطفالِ المخيمِ مُوقَدْ.
آهٍ على الأقصى… على كَعْبِ الهدى
كم باتَ في ليلِ الغريبِ مُهدَّدْ
أُغلِقْتْ على الأحرارِ بابُ صلاتِهِ
وفُتِحَتْ لأيدي المستبدِّ المفسِدْ.
نامَتْ عُروبَتُنا، فمَن يَنهضْ لنا؟
مَن يُوقِظُ التّاريخَ، إنْ هو خَمدْ؟
مَن يُشعلُ الإيمانَ في أضلاعِنا؟
مَن يُعيدُ وَعدَكَ في المدى الممتدْ؟
يا أبا عمّارَ، يا رجلاً من نورٍ ونارٍ
قد كنتَ للوطنِ الجريحِ المَسندْ
ما ماتَ مَن زَرَعَ الحنينَ بقلْبِنا
ما ماتَ مَن بالحبِّ للشّعبِ جاهَدْ.
نمْ هادئًا… فالعهدُ باقٍ خالد
وسنُوقِدُ الفجرَ الّذي تتوعَّدْ،
وسنكتبُ التّاريخَ باسمِكَ مرّةً
ونقولُ: منك بدأَ الطّريقُ ، ويُولَدْ.
أ. سامية البابا
فلسطين






































