بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
مساءٍ يبحثُ عن نفسهِ
في مَساءٍ يَبحَثُ عن مَلامِحِهِ،
تَعَثَّرَ الحُلمُ في دَهليزِ الزَّمانِ،
وحينَ سَقَطَ،
حَمَلُوهُ على عَرشِ الواقِعِ،
مُكَلَّلًا بالخِذلانِ،
تَتَدَلَّى مِنهُ أجنِحَةُ الرَّغبَةِ بالحياةِ،
تُغَنِّي لَحنَها الأَخير
على إيقاعِ العَجَلاتِ الّتي لا تَتَوَقَّفُ.
يا زَمانًا
أَكَلَ الحُلمَ كما تَأكُلُ النّارُ
جَسَدَ الوَرَقِ،
يا حِمارًا يَلوكُ الظِّلالَ
ويَحسَبُها حِنطَةَ المَعنى،
تَسكُنُ الزَّريبةَ،
وتَتَّكِئُ على رَمادِ الحِكاياتِ،
تَعشَقُ الحِرمانَ كأنَّهُ صَلاةٌ سِرِّيَّةٌ،
تَموتُ نائمًا،
وتَنهَضُ لِتَسيرَ خَلفَ الجُدرانِ،
تَبحَثُ عَنكَ…
ولا تَجِدُ إلَّا صَدى نَهيقِكَ
يَرتَدُّ مِن جِدارِ الصَّمتِ العَتيقِ.
وها هُوَ اللَّيلُ،
يَمدُّ عَباءتَهُ على وَجَعِ الأَرضِ،
يُصغي إلى أَنينِ المُدُنِ
وهي تَلوكُ صَبرَها القَديمَ،
تَسأَلُ القَمَرَ عن وَجهِها الأَوَّلِ،
عن نَهرٍ جَفَّ في عَينَي شاعِرٍ
كانَ يُهَدْهِدُ الحُلمَ
كَطِفلٍ وَديعٍ في مَهدِ الوَجَعِ.
تَتَساقَطُ الأَروَاحُ
مِثلَ أَوراقٍ خائِفَةٍ مِنَ الرِّيحِ،
ويَغدو الإِنسَانُ ظِلًّا
يَبحَثُ عن نَفسِهِ في المَرايا،
فَإِذا وَجَدَها،
رَآها مَكسورَةَ الضَّوءِ،
تُشبِهُ الحُلمَ الَّذي
قُتِلَ ذاتَ مَساءٍ
على عَرشِ الواقِعِ.
بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































