مدينَةُ العُشَّاقِ الممنوعين
في مَدِينَتِنَا،
تُطفأُ الأَنْوارُ قَبْلَ أنْ تُولَدَ الأَغَانِي،
ويُحاكَمُ النَّسِيمُ إِنْ داعَبَ غُصْنًا،
ويُنفَى الضَّوْءُ
إلى مِنْفَى الظِّلَالِ.
فِيهَا،
يُمنَعُ العِشْقُ مِنَ التَّنَفُّسِ،
وتُجلَدُ الحُرُوفُ إِنْ قَالَتْ: “أُحِبُّكَ”،
تُعتَقَلُ النَّوَارِسُ
لِأَنَّهَا حَلِمَتْ بِالبَحْرِ،
ويُنفَى الحَمَامُ
لِأَنَّ جَنَاحَهُ أَبْيَضُ أَكْثَرَ مِمَّا يَنبغِي.
يا وَاهِبَ الحُبِّ،
كَيْفَ يُرْوَى الوَرْدُ بِمَاءِ الخَوْفِ؟
وكَيْفَ تُزْهَرُ الأَغَانِي
فِي أَرْضٍ تُسَمَّى الوَطَنَ،
وَلَا تَسْكُنُهَا إِلَّا البَنَادِقُ؟
فِي مَدِينَتِنَا،
الفَرَحُ يُطْلِقُ صَرْخَتَهُ خِفْيَةً،
والقُلُوبُ تَكْتُبُ وَصِيَّتَهَا
عَلَى جِدَارِ صَمْتٍ طَوِيلٍ،
وَحِينَ تَمُرُّ العَصَافِيرُ
يُصَفِّقُ لَهَا الغُبَارُ خَوْفًا،
ثُمَّ يَسْكُتُ…
لَكِنَّ الأَرْضَ – رَغْمَ الجُرُوحِ –
تَحْلُمُ بِزَهْرَةٍ
تَخْرُجُ مِن فُوَّهَةِ الرَّصَاصِ،
وبِعِشْقٍ
لَا يُمْنَعُ فِي مَدِينَتِنَا القَادِمَةِ.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق
—






































