نادمٌ و مفلسٌ يا أبي،
أسبوعٌ من أيّامٍ محترقة،
هواءٌ يصمُّ الرّئتين،
وكلبٌ عنيدٌ ينبحُ في سوادِ عينيَّ.
لماذا رميتني على كلِّ هذا الليلِ بمعصمين ضعيفين؟
كيف أحملُ هذا القلبَ المشاع
من رصيفٍ إلى رصيف؟
كيف أعبرُ بهِ من حاويةٍ إلى أخرى؟
كيف أُغطّيه من عيونِ المارّة
دون أن يجرحوا نعاسَهُ الخفيف
أو يُفزعوا رسمَهُ للأحبةِ على بحيرةِ المغادرة؟
اليومُ اثنين يا أبي،
أُحبُّ هذا اليومَ أكثرَ من كلِّ الأيام.
أشعر أنَّ أحدهم سمّاهُ هكذا
حينَ رأى عاشقينِ يبكيان على كتفي بعضهما،
ولكنّني وحيد،
آحادٌ مستمرّةٌ وأبديّة،
تريدُ في هذا الفراغِ أن تبكي على أيِّ كتف!
اليومُ ثلاثاء،
ميلادُ العائلةِ وصخبُ الحكايةِ حول المدفأة.
كيف حالُ أمّي؟
كِليتاها من أدويةِ منعِ الحمل،
ليس رفضًا لأحد،
قالت في مُجملِ دموعها
إنَّ هذا العالمَ مُخيفٌ
كلّما انتشرت العتمة،
وأنَّ ذئبًا ما سيتجاوزُ – في الأغلب – أسوارَ الرّحمة.
باقي الأسبوعِ ليسَ مهمًّا،
تمامًا كالأقاربِ أو ممثّلي الدّوبلير،
أيامٌ شاخصةٌ،
متصلّبةٌ وباهتة،
محطّاتٌ خاويةٌ على هامشِ التّكرار.
أريدُ أن أقفزَ فوقَ غيمها الحزين
إلى يومٍ لم تطأهُ أيُّ مشاعرٍ بعد،
يومٍ واحدٍ يا أبي
بلا حاجةٍ أو ندم!
عبد المنعم عامر






































