ما عاد وجهُ الضَّوء يحفظ شكلنا
إذ صار يُفلت من يديه تذاكره
والحبُّ سيّاف يمرُّ ببابنا
يخشى على الأطياف ليل مؤامرة
والمقعد الخالي يئنّ كأنّه قلبي الّذي
مازال يسأل زائره
كلّ المواعيدِ القديمة أغلقت أحضانها
ما حانَ وقتُ مغادره
والشَّاي لم يبرد
ونافذة الهوى مجنونة من شوقنا ومغامرَه
والحبّ طفلٌ قد تعلّم خطوه منّي
ومن قلبٍ يحبّ مخاطره
هو لم يرَ الأنثى الّتي خبّأتُها
تحتَ الثّياب ، تذيبهُ وسكاكره
كفُّ الغياب إذا يصافحُ شوقنا
يرتدّ منهزما يجرّ عساكره
يا ليت مقعدنا القديم يجفف المطر الثّقيل، ويستعيدُ نواظره
لكنّه مثلي
يتمتمُ صامتا صوتا حزينا لا يقبّل زائره
أنا لنْ أُعيد الوقت، بل سَأَجرُّه
ليضمَّ في حرِّ اللِّقاء خسائره
أنا ظلُّ قنديلٍ رأى نجما هوى
والدّرب أسدل في الغياب ستائره
يأتي فيوقظ في الحقول سنابلا
ويعيدُ للمجهول ما قد غادرَهْ
يصغي إليّ الموج، يسأل عن دمي
وأنا أردّ على الزّمان دفاتره
يا قُبلتي : هذا المكان وإن نأى
سيظلّ يحفظ في الفؤاد مآثره
علّمتِني أنَّ الحنينَ معابدُ
تُبنى على جرحٍ يباركُ زائِرَهْ
في الحبِّ نُهزم كي نعيد قيامنا
ويصير موت الياسمين مظاهره
أهواك، لا كالعشق،
بل كقصيدةٍ تمشي على جرح الهوى لتسامره
ويعود نبض الحبُّ يطوي ليلنا
ويلمُّ مشتاقاً يعضُّ أظافره ..
تسنيم حومد سلطان






































