كيف لي أن أغنّي ؟!
كم حاصرتني ظلال الموت ،
كم أذاقتني أنواعا من الفقد !
ولم يشفع لي عندها
أنّي أشهدتها على فجاج جدبي ،
كم يؤنسني وميض عيونكم
أيّها الرّاحلون !!
عسى أن لا أضلّ بعدكم طريقي
أسير إليكم أطلب المدد
أشرب كثيرا من دموعي
لكنّي لا أرتوي !!
خذلني ذاك المتشبّه بالنّهر
حين وجد قصيدي مالحا تعكّر مزاجه.
أستدرك ،
أميل إلى فضيلة التّناسي ،
أتخفّى عبثا ،
كمن لا قِبلة له
حتّى لا تظهر ندوبا لا تترك وجهي
يحاصرني خوف أحمر
يتمنّع البكاء ،
يهجرني …
لا أتوب /
أقترف مزيدا من أثام التّوق
أتزوّد بما تيسّر من ذكرى
وعن غيابكم أكتب خواطري
كأيّ امرأة حُوّلت وجهتَها
أعدّد قصص الحضور والغياب
والوجود والعدم
كي لا أسهر وحدي في ليلي الطّويل
أشعل ما انصهر من دمي
يذكّيه عويل ظلّي المقعد
لا أعرف كيف تستفزّني أغنيةٌ صاخبة
فأغنّي كطائر البيهاس
كي لا تنكسر ضلوعي سريعا
أتساءل بحرقة؛
كيف لي أن أغنّي ؟!
أخاتل نظراتِ اللّوم من حولي
كطفلة مشدوهةٍ أمام أسئلة الغرباء
أروّض جيوش الحزن ،
أعلّمه كيف يشفق على الأفئدة
ألقّنه كيف يخفّف من مطاردتي
وكيف يغادرني من ياقة قميصي
تتزاحم في صدري جحافل من الكلمات
كما تتزاحم الشّهب في السّماء
يزداد منسوبُ نهمي ،
أنبُش تربةَ الضّاد
أبحث عمّا يحدّ من جنون نبضي
فلا يُفضَح أمري
وأُجلد بهتانا
بسياط عبيد سدنة الشّعر
أمام الملأ
فيتغيّر إلى الأبد مزاجي
وأعيد النّظر في جدوى شِعري
روضة بوسليمي تونس






































