مرَّت سنة
بعض من خواطر
قد تكون شتاءً عابرا
أو مطرًا يراقب نظراتك
يتساقط حبّاً.
وشجر أرسل أوراقه على كتف الريَّاح
ليلاقي دفء الحبِّ عند نافذتك
شمس تصارع الغيوم المتلبِّدة
لترى بعض ضيائك
وما قلبي إلّا مخلوق وجد ليحبَّك
.
هل تذكرين حين التقينا عند ساقية الغرام؟
أجل مرَّت سنة ..
ركبنا سفينة رسمناها بأشواق و حنين
سارت بنا طول نهر العشق
يطوِّقنا الفرح وتزيِّن ضحكاتنا زهور النَّرجس
قهقهات بلغت حدود الكون
و وعود بألَّا نفترق
مرَّت سنة
كلُّ ثانية فيها تنضح حبّاً
كلُّ لحظة منها سعادة تغمرنا
أرواحنا تعانقت فلم تتفلَّت
أعيننا تلاقت فلم تتلفَّت
و بعيداً عن الأرض بعيداً عن النَّاس
بعيداً عن الدُّنيا
بنينا مدينتنا الصَّغيرة
وجلنا شوارعها وأزقَّتها
وكتبنا في كلّ ركن منها حكاية قبلة و حضن
لم ينطق لساني فيها بغيرِ اسمك
مرفوقاً بكلمة أحبّك
.
مرَّت سنة من عشق …ثمَّ ماذا؟
تاهت روحي عنِّي
حتَّى كأنَّنا لم نعش عمراً سويّاً
تمرِّين ببالي…
كطيف آثر الهروب من انعكاس نور شقَّ العتمة
يوقظني من غيبوبة الفكرة
إلى دهاليز الحيرة
فأين أنا؟
أين يراعي ومحبرتي
أين حروفي الّتي شقَّت عباب بحار الشّوق
وكسرت جليد القلوب البائسة
أين حبُّنا الرّاسخ كأوتاد الجِّبال
ثمَّ يغافلني الشَّوق
كأنَّه سيل مرَّ بقرية بيوتها من طين
زلزال هزَّ الأرض الجافَّة
كسر قشرتها وهدم أبنيتها
مرَّت سنة
كنتُ كلمات خُطَّت بقلم رصاص
حتَّى إذا امتلأت سطور صفحتها
مُسِحت عن آخرها
فالحبُّ أنا…
نبض يهزُّ أفئدة العالمين
و الشَّوق…. أنا
حين يبلغ البؤس منتهاه
مرَّت سنة … ومرّ حبّك مرور نسمة لا تعود
عماد شناتي






































