رجل المطر
يأتي حين تضيق السّماء،
كأنّ الغيم أرسله ليلمّ شتات القلوب.
يمشي ببطءٍ يشبه الحنين،
وفي عينيه بقايا ضوءٍ لم يكتمل في امرأةٍ بعيدة.
حين يمرّ،
تخفق الأرصفة كأنّها تتذكّر أوّل وعدٍ نسيه العاشقون،
وتنحني النّوافذ لتشمّ رائحته،
تلك الرّائحة الّتي تشبه دمعةً اختبأت في صدر الوقت.
كلّ قطرةٍ تسقط كانت تعرف اسمه،
تسأله: هل ما زال الحبّ يملك جناحين؟
فيبتسم،
ويمدّ كفّه للهواء كأنه يربّت على قلب العالم.
صوته خافتٌ كأغنيةٍ تنزلق من حلم،
إذا تحدّث، أزهرت الكلمات،
وإذا صمت، انسكب المطرُ في الفراغ
حتّى تغدو الوحدةُ أكثر نقاءً.
حين يرحل،
تترك الأرضُ أنفاسها في أعقابه،
تتبع ظلّه بعطشٍ ناعم،
تقول له: عدْ متى تشاء،
فالخريف بدونك لا يكتمل،
والحبّ بلا مطرٍ لا يولد.
ماري العميري






































