كذبتُ عليكَ يا أبي ..
حين أخبرتك بأنّي سأعود ..
ولم أفعل ..
يا أبي ..
لاتزال الحشرجةُ في صوتك المُبلّل بألمِ الفراق في أُذني ..
قُبلتك الأخيرة ما زالت دافئة كأنّي فارقتُكَ توّاً ..
ما زلت أكنِّس شوارع الغربة بحذائي الّذي ملَّ ترابَ هذه الأرض ..
أقولُ لي ..
اِستعجلتُ العودة ..لكنّ الموت كان أسرع ..
دعوت الله أن ألتقيكَ قبل ملكِ الموت الأسود ..
لكن الله خذلني .. كما يخذلُ الثّكالى كلّ يوم ..
أخرجُ من بيتي المُستأجر أتمنّى ألّا أعود ..
ثمّ أعود وأنا ألعنُ خطواتي الشّجيّة ..
تبّا للمسافة .. تبّا لقلبي الّذي يتنفّسُ الحِمم ..
أنا أكثر حُزنا من أمٍ خنقتْ رضيعها بدون قصد ..
أبكيك أَم أبكي غُربتي ..
النّار تأكلني يا أبي ..
بيتي ليس بيتي ..
وجهي ليس لي ..
أصدقائي ليسوا الّذين كُنتَ تعرفهم ..
وأنا لستُ أنا ..
صورك المُعلّقة في هاتفي المحمول تُؤنّبني ..
صوتك يحفرُ كبدي كمسمارٍ في قلب السّنديان …
تمنّيتُ لو لامستُ يدك الباردة عند نبضِكَ الأخير ..
لو قبَّلت جبينك المصفّر كورقة ودّعت الرّبيع …
لكنّي لم أفعل ..
اِسأل الله يا أبي لمَ خُلقنا لنموت ..
ولمَ لم يكن الموت مثاليّا .. ؟؟
يا أبي لو أنّ لله والدّينِ ما تركنا يتامى ..
لو ذاق طعمَ الفُراقِ ما تركنا للموت ..
Zorab Ezîz
زوراب عزيز






































