من بعضي
دنا يَزهو وقُبحُ النَّظمِ حاضِرْ
ويَزعمُ أنْ بهِ مليونَ شاعِرْ
وأَقبلَ يقتفي حرفاً نديّاً
ليرمي سحرَهُ بينَ المجامِرْ
وظنَّ بأنّني ما زِلتُ أَحبو
وأنَّ الشّعرَ بينَ يديَّ فاتِرْ
وأنَّ الكونَ يمنحُهُ رهاناً
وطوقاً للنَّجاة به يُقامِرْ
ولكنْ لم يَرَ أنّي أُوارٌ
وحرفي تحتَ خدِّ الشّمس غائِرْ
فقمْ يا حبريَ المجنونَ واملأْ
أَديمَ الشّعرِ جمراً دونَ آخِرْ
ورصِّعْ فوقَ ثوبٍ أبجديٍّ
نجوماً حيَّرتْ دنَّ المحابرْ
حدائقُ عبقرٍ غُرِستْ بضلعي
فصارتْ تشتهي ألّا تغادِرْ
ونقرُ الحرفِ وسمٌ سرمديٌّ
على قرطاسِ صدرِ الغيمِ ماطِرْ
هلالٌ جاءَ يقطفُ من غلالي
وشمسٌ بالضِّيا جاءتْ تُعاقِرْ
وطلٌّ دارَ مغتسِلًا ببَوحٍ
تهادَى نفحُهُ الريَّانُ آسِرْ
وحقلُ الكفِّ كم حجَّتْ إليهِ
عصافيرٌ تُضمِّخُها الدّفاترْ
توجّسَ أنَّ حرفي من كرومٍ
تجوبُ وعطرُها المكنونُ ظاهِرْ
وصوتي ثائرٌ بشقوقِ ريحٍ
وهل يُخفي التّوجُّسُ ريحَ ثائِرْ؟
فأيقنَ أنَّ من يقرَبْ لشمسٍ
ستلفحهُ..وإنَّ الحظَّ عاثِرْ
فأقصَرَ واهناً يرجو فكاكاً
وأطرقَ في رمادِ الوهمِ خاسِرْ
وأسدلَ فوقَ ظنِّ الوقتِ صمتاً
به يشكو الجمودُ من المشاعِرْ
بقلم سيدرا الأسعد






































