قَصِيدَةُ الغِيابِ
أَتىٰ تَشرينُ…
لٰكنَّهُ -حَتمًا – سَيرحَلُ!
وَ قَصيدَةٌ بَدأْتُــها
لَمْ تَنتَهِ بَعْدُ
ضاعَتْ بَينَ الحُرُوفِ
بَحثْتُ عَنها
في غُيُومٍ بيضاءَ
عنْ دِفْءِ تشرينَ
سألْتُ كُلَّ غَيمَةٍ حَزينَةْ
مَتَىٰ التَّلاقي؟
زَهرَتي ذَبُلَتْ
تَيبَّسَ العَطشُ فيها!
ذاتَ مَرَّةٍ…
تَناهَىٰ ليَ صَوتٌ
– رِيٌّ كَثيرٌ.. ظَمَأٌ،
يُفْسِدُ النَّباتَ!
بَعدَهُ.. شاخَتْ أَوردَتي
بانَتْ العرُوقُ أخادِيدَ
عَلـَىٰ أَديمِ الأَرضِ
كَبُرَتْ أَحلامٌ،
وَ أَضحَتْ مُستَحيلةْ!
سَأَجمَعُ المَواسِمَ
بَيادرَ حَنينٍ
وَ أذُوبُ معَ الغيابِ
سَنَواتٍ…
كَأنَّها العُمرُ
يَسْتَوي فيها الزَّرعُ
عَلَـىٰ سُوقِهِ
وَ يَنْمُو خِضابُ الشَّعْرِ
بَيْدَ أَنَّ العاصفَةَ
أَقوَىٰ منَ الصَّبرِ!
حَملْتُ صَليبَ الغيابِ
تَعلَّقتُ بهِ
سِرْتُ.. دُونَ أنْ أَلوي علـَىٰ شَيءٍ
وَ لَنْ أَلتفِتَ…
فَالماضي أَضحَىٰ ذُكرَىٰ
مَنقُوشَةً علـَىٰ هُدْبِ عَينٍ
مَحَتْها دَمعَةٌ حَرَّىٰ
في ليالٍ باردَةْ
يا قَصيدَةً أَضعْتُها
بَينَ أَشواكِ الشَّوقِ،
يا أحلامي المَوؤُدَةْ
في تُربَةِ هُيامي
تَعالَ بَلسَمًا
يُداوي جِراحي
مِنْ خَيْبَةِ ظُنُونِي!
تَعالَ….
لَمْلِمْ ما تَبعثَرَ منْ حُرُوفٍ
عَلـَىٰ درُوبِ اِنتظارِكَ
عَلِّي أَنْظمُ قَصيدَةً…
يَتيمَةْ!
بقلم نبيلة علي متوج
26/10/2023 —26/10/2025.






































