لحظةُ وداعٍ
في صمتٍ وقفتِ تُخاطبُني،
ودمعُ العينِ ليَ يسألُ:
يقولُ حبيبي: لا تَبعُدْ،
ولأجلي لحظاتٍ، لا تَعجَلْ.
دَورانَ الأرضِ سأُوقِفُهُ،
لأغورَ في عينيْكَ وأتأمَّلْ.
عصفورٌ أنتَ، ليَ العُشُّ،
وقمرٌ أنتَ، لا يَأفُلُ.
أخذَتْني الغُربةُ أعوامًا،
وطيفُك معيَ يتنقَّلُ.
صفاءُ البحرِ ورِقَّتُهُ
من ثوبِ جمالِك يتجمَّلُ.
أبكتْ حقيبةٌ حَمَلْتُ،
وأريكةٌ كانتْ تتهلَّلُ.
قولي باللهِ، سيّدتي،
من حُبِّكِ كيفَ أتحلَّلُ؟
إن كانَ حُبُّكِ أنفاسًا،
وفيكِ الصّبحُ يتغزَّلُ،
فأنا غيمةٌ أحمِلُ مطرًا،
كرمىً لعينيكِ يَتنزَّلُ.
وجدارُ البيتِ ومَخدَعُنا
يبكيانِ كطفلٍ يتوسَّلُ.
وقطارُ الغُربةِ يدعوني،
وقلبِي يقولُ: لا تَفعلْ.
هُندامَ الحزنِ ألبَسُهُ،
ومن دمعِ حبيبِي أَخجَلْ.
يقولُ الدّمعُ في صمتٍ:
أرجوكَ، حبيبِي، لا تَرحَلْ.
فلعنَ الفقرَ في شعرِي،
ولو الفقرُ، لن أَرحَلْ.
ابو الليل
—






































