بيت جبري… عبق الياسمين الشامي :
تقرير : سلمى صوفاناتي
في قلب دمشق القديمة، حيث الأزقة تتلو حكايات الزمن،
يقف بيت جبري شامخًا، كقصيدة نقشها التاريخ على جدرانٍ يانعة بالعراقة.
في جناحه الواسع، استراح الملك فيصل أيامًا قليلة،
وتسللت خطواته بين صحنه المزخرف بالماء،
تحت أشعة الشمس التي تتراقص على البلاط، كأنها تحكي أسرار أجيالٍ غابرة.
وزارت سيدة الغناء العربي، أم كلثوم،
لتملأ أروقة البيت بصوتها الخالد،
حيث يلتقي الصوت بالذكرى في آنٍ واحد،
ويهمس الياسمين من زواياه، داعبًا أذن الزائرين بعطر الشام.
في جدرانه الصامتة، همس الثوار والسياسيون في زمن الانتداب الفرنسي،
وفي كل زاوية يتردد صدى ضحكات العائلة وذكريات اللقاءات العائلية.
واليوم، بعد أن احتضنه الزمن وترحّمت عليه أيادٍ ترميمية،
صار مطعمًا أثريًا ينبض بالحياة،
حيث الموسيقى والفن يلتقيان بين أروقة من صُنعت بحبٍ وشغف،
وتتناثر زهور الياسمين من فناءه، فتغمر الزائرين بعبق الشام ودفء الذكريات.
بيت جبري ليس مجرد جدران وحجارة،
بل هو قلب دمشق النابض،
وشهادة على زمنٍ لم يمت،
وعطرٌ يرافق كل من يخطو على أرضه،
ليحس أن التاريخ لا يزال يكتب على وجه الحاضر.






































