سيّـدة المــدى …
————–
راويــة جــراد
————–
أَنـــا بِــنْـتُ الـمَـعَارِفِ وَالأمَـانِـي
وَسَــيِّـدَةُ الـمَـدَى عَـبْـرَ الـزَّمَـانِ
وَضَـعْتُ الـتَّاجَ فَـوْقَ الحَرْفِ مجدًا
وَنِــلْــتُ بِــــهِ مُـرَصَّـعَـةَ الـبَـنَـانِ
جَـمَعْتُ الـعِطْرَ مِـنْ وَرْدِ الـبَوَادِي
لِأُهْـدِي مِنْ رَحِيقِي، مِنْ جِنَانِي
وخُـضتُ مـحيطَ أعـماقِ القَوافي
وَغُــصْـتُ بِـهَـا لإخــراجِ الـجُـمَانِ
كَــأَنَّ الـشِّعْرَ فِـي كَـفِّي سِـرَاجٌ
يُـضِـيءُ الـدَّرْبَ يَـشْدُو بِـالأَغَانِي
وَإِنْ أَبْـحَـرْتُ فِــي بَـحْرِ الـقَوَافِي
جَعَلْتُ الشِّعْرَ يَغْزِلُ فِي المَعَانِي
إِذَا مَـا قِـيلَ فِـي شِـعْرِي أَصِـيلٌ
فَـذَاكَ الأَصْـلُ مِـنْ سَبْعِ المَثَانِي
وَفِـي الـدَّهماء حَـرْفِي كَـانَ بَدْرًا
يُـزِيـحُ الـلَّـيْلَ عَــنْ وَجْـهِ الـزَّمَانِ
وَإِنْ حَـلَّـتْ كُــرُوبٌ كَــانَ دِرْعِـي
مِــنَ الـصَّـبْرِ الـجَـمِيلِ الأَزْمَـكَـانِ
إِذَا وَاجَـهْتُ خِـصْمِي كُـنْتُ بَأْسًا
وَحَـرْفِـي كَـالسُّيُوفِ بِـهَا يُـعَانِي
وَإِنْ هَـاجَـتْ لَـدَى بَـحْرِي الـرَّزَايَا
لَــكَـانَ الـعِـلْـمُ شَـطِّـي لِـلأَمَـانِ
فَـمَـنْ رَامَ الـتَّـجَوُّلَ فِـي رِحَـابِي
رَأَى نَـجْـمًا يُـطَـوِّفُ فِــي كِـيَانِي
أَنَــا بِـنْتُ الـعُرُوبَةِ فِـي اعْـتِزَازِي
وَرَمْـــــزُ الــمَــجْـدِ مِــــنْ آنٍ لِآنِ
فَـلا الـشُّعَرَاءُ تُـدْرِكُ حَـدَّ شِعْرِي
وَلا الأَوْزَانُ تُـــــدْرِكُ صَـولَـجَـانِـي
ديــــوان: أريـــــد حــيـاة






































