بقلم د. سوزان اسماعيل
النّساء مرتفعات القيمة..!
في عالمٍ يموجُ بالمفاهيم الموروثة، تظلُّ النّساءُ مرتفعاتُ القيمة أشبهَ بالكواكب النّادرة الّتي لا تدور في أفلاك الآخرين، بل تخلقُ مدارها الخاص.
امرأةٌ عاليةُ القيمة لا تعترفُ بالتّقويم الزّمني ولا بالعُمر كقيدٍ على الأماني. تمضي بخطواتٍ ثابتةٍ وسط عواصف المجتمع الذّكوري الّذي يحاول أن يقيسها بمعايير الجسد والشّكل والزّمن، فترفع رأسها بثقةٍ وتبتسم، كمن يعرفُ سِرّاً لا يعرفه سواها.
درست، عملت، بنت استقلالها المادّي والفكري، ولم تنتظر قطاراً يزعمون أنّه فاتَها. لأنّ القطارات – ببساطة – هي من تنتظرها، فهي لا ترضى بفتاتٍ من حبٍّ أو عملٍ أو مكانة. ترفع معاييرها كمن تضع تاجاً لا يُنتزع، وتعيش مكتفيةً مترفّعة، مشغولةً بعشرات التّفاصيل الّتي تمنحها سعادةً داخليّةً لا تتأثّر بنظرات الآخرين ولا بتعريفاتهم للجمال والشّباب.
هي تعرف أنّ قيمتها لا تُقاس بالعُمر، بل بالنّبض الّذي ما زال قادراً على الحلم، وبالكرامة الّتي لا تنحني، وبالرّوح الّتي تتوهّج كلّما حاول أحدٌ إطفاءها.
وكما للنّساء مراتبٌ من السّمو، فثمة رجالٌ مرتفعو القيمة أيضاً. لا يلهثون خلف الزّهو الفارغ، ولا يتسكّعون في ممرّات النّزوات، بل يحملون نضجاً يُشبه صمت الجبال. يترفّعون عن مراهقة متأخرةٍ وادعاءاتِ الفحولةِ الزّائفة، يبحثون عن امرأةٍ واحدةٍ فقط، امرأةٍ تليقُ بوعيهم، تحترفُ الحياة معهم، لا لهم.
حين يلتقي الاثنان — هو وهي — يتكوّن كيانٌ يشبه القصيدة: متوازنة الأبيات، متّقدة المعاني، تُكتب بصدقٍ ووعيٍ ورفعة.
هو يبذل جهده ليُسعدها، وهي تمنحه سبباً ليكون أفضل، وفي تلك المعادلة المدهشة يولد الحبّ النّادر… الحبّ الّذي لا يعرف النّقص ولا التملّك، بل يعرف فقط الاكتمال.
بقلم د. سوزان اسماعيل






































