بقلم … أفنان جولاني
امرأةُ العروبة …
مشرّدةٌ أنا يا وطنِي
لا أعرفُ بيتاً سوى تُرابِك
كالرّوحِ المعذبةِ أهيمُ بحجارِتِكَ
والنّارُ المقدّسةُ تحرقُ ما تبقّى من جراحِي
على أعتابِك أركضُ و تطاردُني السّيوفُ
و الجرحُ ينزفُ و شرياني مفتوحٌ
أحتمي تحت ظلالِ شجيراتِ التّينِ و الزّيتونِ
فتهطلُ علي ضرباتُ مدافعِهم
مِتُّ و دفنتُ و خرجتُ من رمادِي
أنا الفلسطينيّةُ
أنا الفلسطينيّةُ التي
أكتبُ بألوانِ علمِ وطنِي
و أبكي بدموعِ الألوانِ ذاتِها
أنا امرأةُ الثّلجِ في زمنِ الظّلامِ
أعوّلُ و أنتحبُ
أرقصُ و أغني
في آنٍ واحدٍ
أنا البحرُ البيروتيُ
الذي يعانقُ ورقَ البردى
أنا امرأةُ الحرّيّةِ أبسطُ جناحِي
حولَ الأهراماتِ المشيّدةِ
و أحومُ حولَ برجِ بابلَ و أنثُر زهرَ اللّوزِ
على أعمدةِ البتراءِ
و أسكنُ على قممِ جبالِ أطلسَ
و أُصلّي في جامعِ القيروانِ
و أرسمُ علمَ بلادي على شاطىء وهرانَ
كالمعجزةِ لا شيءَ يشبهُني
لا شيءَ يشبهُني
برائحةِ الموتِ
والحزنِ
ها هنا يرقدُ جسدِي
تحت قبورِ الشّهداءِ
في عالمٍ أقلّ همجيةٍ
أضمُّ العروبةَ إلى قلبَي
لكنَ قلبِي مثقوبٌ لأوطانٍ خانتْها
أحلامُها .
بقلم … أفنان جولاني






































