حسين زين قيادى ناجح ام فاشل ؟
لكل مسئول ظن أنه تمكن من منصبه ولن يغادر ابدا ، وبات لا يستمع إلى أياً من المخلصين حوله أو إلى اصحاب الرأي المشهود لهم بالوطنية ، زمن التكايا والعزب ومراكز القوى ولي ، واياً كان الجهة او الجهاز الذى يدعمك فلن يسمح لك احد بالتخريب حتى لو غير مقصود اذا افترضنا حسن نوايا هذا المسئول أو ذاك ، فالجهاز او الجهة التى دعمت قرار توليك المنصب بتحريات سابقة تحمل فى حقك كل تزكية مستحقة لن يحميك اذا وضعت الوطن على محك الفوضى مرة أخرى ولو بنسبة واحد فى المليون ، فلن يجد صاحب القرار حرجاً فى الاطاحة بك بل واخضاعك للمحاكمة ولن تتوانى الاجهزة التى دعمتك فى السابق بتحريات موضوعية ووطنية لتشغل المنصب ، ان تساهم لازاحتك لنفس الاسباب انحيازاً للوطن ، فلا أحد فى مصر 30 يونيو سيحمى فاسد او يتستر على صاحب منصب احمق متعال مغرور حتى لو كان حسن النية ، فقد ” سقطت الالهة ” وهو قول مستلهم من صديقنا الدكتور محمد الباز عبر كتابه القيمٍ ” سقوط الالهة ” .
أظن ان دور الاجهزة بكافة انواعها بمصر يقتصر على دعم قرار المسئول او عدم دعمه وفقاً لتحريات دقيقة وصارمة لسيرة ذاتية سابقة فيما قبل المنصب ولدي نقطة هامة فى هذا الأمر تحديداً فقد وجدنا مؤخراً اتهامات بالفساد وُجهت لمسئولين متنوعى ومتدرجى المستوى فى المنصب الوظيفى بمكاتب بعض الوزراء وهو أمر معلن اعلامياً ، ومع هذا شاعت اصوات تقول تهكماً ” ازاى الاجهزة تجيب واحد فاسد فى منصب زى دا ؟ ” والحقيقة ان هذا الحديث اثار غضبتى انحيازاً للمنطق وربما تحدثت فيه مع مقربين ، فالاجهزة قامت بدورها وفق منظومة الدولة المصرية ودعمت وجودك اوترشحك فى هذا المنصب او ذاك وفقاً لسيرة جيدة لك وقتها ، وانت بعد توليك المنصب ضعفت نفسك وصرت عبداً لفتنة الكرسى وزهو الحياة وشعرت نفسك المريضة بالقوة لدرجة توقع اللا محاسبة وافسدت عبر منصبك سواء مالياً او ادارياً او حتى تحامقت ، فما ذنب الاجهزة فى هذا التحول الذى داهم نفسك ؟ ! .
مؤخراً نسى او تناسى او تغافل بعض اصحاب المناصب والنفوذ الحكومى ماحدث باستقبال السجون رئيسان للجمهورية ، مبارك ومرسى ، وغيرهما من المسئولين رؤساء لمجلس النواب ووزراء ، واخرهم وزير الزراعة صلاح هلال الذى تم القبض عليه عام 2015 فى قلب ميدان التحرير بواسطة الامن بناء على اتهامات جهاز الرقابة الادارية للوزير الذى اظنه يقضى عقوبته الان فى قضية رشوة معلنة ، ومؤخراً القضية الاخيرة المعروفة باسم رشوة مسئولى وزارة الصحة ، لا اعرف كيف لمسئول شهد كل تلك الاحداث حتى كمتابع وقبل توليه المنصب ان يُفسد او يتحامق حتى او يتجاهل النصيحة المخلصة لصالح الوطن وهو نوع من الإفساد ايضا من وجهة نظري .
المقدمة السابقة لا علاقة لها بالسطور التالية :
قبل أيام شهد مبنى ماسبيرو العريق تجمعات واحتجاجات سلمية بسيطة داخل المبنى العريق ، تلك المنارة الرائدة فى الاعلام بمصر والعالم العربي ،والأمر كما شاهده الجميع يدعو للقلق على المستوى العام والشخصي ، فعلى المستوى العام سألت نفسى كيف تراكم كل الاحتقان لدى العاملين بماسبيرو لينفجروا فى الاخر بهذا الشكل فى وجه حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للاعلام الذى تجاهلهم تماماً ومطالبهم خلال الفترة السابقة ، لقد كان المشهد جديراً باستدعاء ايام لا نريد عودتها ابداً ، فالعاملين بمسابيرو اصحاب حق ولن يستطيع احد نزع صفة الوطنية منهم او انك ستجد مثلاً من يغمز هنا او يلمز هناك بانتماءات او انهم مارقين على الدولة المصرية وهنا كان المأزق الكبير لحسين زين ، فقد وصل صوت ابناء ماسبيرو لاعلى المستويات وجهات عليا وربما رأس الدولة والدليل خروج اعلامى كبير فى اليوم الاول ليعلن عبر برنامجه لابناء ماسبيرو رسالة جيدة بان رسالتهم وصلت لاعلى المستويات والجميع يعلم انهم محقين فى مطالبهم المشروعة وقبلها ، وبالتواز وتحديداً يوم الاربعاء الماضى تحرك عدد من اعضاء مجلس النواب مطالبين بتدخل عاجل للانتصار لعمال ماسبيرو ومنحهم حقوقهم ، منهم أميرة صابر عضو مجلس النواب وتنسيقية شباب الاحزاب ببيان عاجل لرئيس المجلس موجها لرئيس الهيئة الوطنية للاعلام ووزير المالية بخصوص احتجاجات العاملين بماسبيرو بسبب سوء ادارة هذه المؤسسة وهو ما يتسبب فى توالى الازمات بها واخرها احتجاجات بسبب تأخر صرف الرواتب والمستحقات متنوعة مابين تأمينية ، الصناديق ، نهاية الخدمة واصفة ادارة ماسبيرو بالسيئة حتى فى توزيع الموارد المالية .
قبل ايام صدر بيان نشرته مواقع الصحافة الالكترونية كان الثالث يحمل وعواداً بحل الازمة بعد تواصل مسئولى الوطنية للاعلام مع وزارة المالية التى وعدت بايجاد حل قريب ، وجاء فيما بين سطور تلك الوعود ما يُفهم تهديداً ضمنيا فى البيان حيث جاء فى احدى فقراته وفقاً لما نشر ” وحذرت الهيئة في بيانها العاملين من تنظيم وقفات و ترديد شعارات لا تليق من شأنها، أن تعيق المساعي والجهود لحل مشاكلهم ” وكأن حسين زين يرهن واجبه فى حل الازمة بتخويف العاملين ومنعهم من علو صوتهم داخل بيتهم للمطالبة بالحقوق المتاخرة وهو ما أجج الغضب مجدداً لدى العاملين بماسبيرو .
زاويا اخرى للموقف او سؤال داخل سؤال : من يتحمل ما فعله حسين زين من اشعاله لتلك الشرارة ؟ هل يدرك الرجل مهام ومسئوليات وابعاد منصبه وخاصة السياسى ؟ لماذا تجاهل رئيس الوطنية للإعلام مطالب زملاءه بمستحقاتهم خلال الفترة الماضية الى ان حدث ما راه الجميع ؟ هل يرى حسين زين نفسه اكبر من الدولة ومسئوليها ؟ هل يظن حسين زين انه يجامل احداً بتوفير اموال للدولة مثلا من حقوق العاملين المتاخرة بماسبيرو ؟ لا اعرف واتمنى ان اعرف كيف يفكر الرجل وكيف يتعامل مع زملاءه الذين رددوا فى احتجاتهم ” ارحل ” ؟ هل دقق فى تلك الكلمة ؟ هل يتعامل حسين زين مع زملاءه مثلما يتعامل رئيس الجمهورية مع مرؤسيه ومع شعبه بود ومحبة ام يسكن برج عال يظن انه سيخلده بمنصبه ؟ هل يدرك حسين زين ان من واجبه ودوره الوطنى عدم التلكؤ فى منح العاملين بماسبيرو مستحقاتهم حتى لا نرى احتجاجات مرة أخرى ؟ هل يعلم زين اننا بغضنا مشاهد الاحتجاجات ونتمنى عدم عودتها للأبد ؟ هل زين قيادة ناجحة ام فاشلة ؟
.. أنا شخصيا اعرف اصحاب مناصب كبار يقفوا بأنفسهم على ابواب مسئولى وزارة ووزير المالية ولا يخجلوا فى الالحاح لصرف اى مستحقات للعاملين بوزارتهم او مؤسساتهم الوطنية تأخرت لسبب او لاخر ، وربما يفعل ذلك حسين زين ولا يجد رد او افادة من احد فى وزارة المالية وان يكون التأخير ليس بسببه او بسبب تجاهله او انه غير مهتم مثلاً او ويكون الموضوع اكبر من قدرته فى إدارة الازمات ، الله اعلم .
فى يناير لعام 2020 قدم حسين زين بلاغاً للنائب العام ضد فضائية كبيرة وصحفي واعلامى شهير ذا ثقة من قيادات الدولة ، ووجه زين اتهامات بتكدير السلم العام بسبب ان برنامج الاعلامى نشر غضب ابناء القناة الفضائية الاولى والذين تقدموا وقتها باستغاثة لرئيس الجمهورية وزاد الرجل الوطنى فى بلاغه تخوفاً مما اذاعه الصحفى فى برنامجه بان ربما تستغله القنوات المغرضة ضد مصر فى صورة الوطنية للاعلام ، ربما قفز هنا حسين زين على اصل المشكلة وبحث فى امور اخرى لا علاقة لها باصل المحتوى المطروح من غضب ، او هكذا هى طريقة تفكيره والله اعلم .. جميعا نحتكم الى القانون المصرى فهو ينصف المظلوم ولو بعد حين ولكن هنا اتوقف عند لهجات زين الضمنية والتى اشعر فيها بتوجيه التهديد والوعيد الخفى ، ربما يكون شعورى هذا غير دقيق او انى اتلقى كلمات الرجل الذى لا اعرفه بحساسية زائدة ، جائز ، ربما ، يمكن ، احتمال ، وارد .
ازمة ابناء ماسبيرو سيتم حلها حتماً بحسين زين او دونه لانهم ابناء الدولة المصرية اولاً وثانياً لان هناك دولة باتت راسخة وقوية يلتف حولها كل ابناءها المخلصين الوطنيين رغماً عن انف الجميع وعلى رأسهم حسين زين
Discussion about this post