مع جماليات النّقد الأدبي
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠
( الحلقة السّابعة )
في البداية كنّا نقول آنفا أنّ تحليل و دراسة النّصوص الأدبيّة ( شعرا و نثرا ) و قصّة و رواية و مسرحيّة و مقال و خطابة و مقامة و؟خواطر ٠٠ الخ ٠
يستوعب تلك التّجربة فنّ النّقد بمحتوياته و مقوّماته في انطلاقة من الفكرة و العنوان و المفردات و التّعبيرات و الصّور الفنّيّة في إطار أقسام البلاغة و الخيال و الموسيقى الدّاخليّة ، و مدى الانسجام و التّوافق بغية تحقيق صدى الموضوع عند المتلقّي و أثره على النّفس و المجتمع هكذا ٠٠
و ذلك في ثنائيّة ملزمة لقضيّة هذا الفنّ و تفرز الحسن و القبيح تعليلا بعيدا عن روح الانتماء أو معدل الخصومة و الاختلاف ٠٠
من باب النّقد للنّقد لمعالجة الخلل و البحث عن مواطن الجمال من وراء الطّرح ٠
و من ثمّ تمّ بناء نظريّات و مناهج و مذاهب النّقد الأدبي في تذوّق عربيّ قحّ ٠
و عدم إغفال الأسلوب الأدبي و العلمي و أثره على مستوى الإداء للنّصوص الإبداعيّة المتنوّعة ٠
و على أيّة حال نتوقّف وسط ملمّح هامّ هنا نتيجة ظهور مفهوم و مصطلح ( السّيميائيّة – السّيميولوجيا ) في البنية النّصيّة عند تفكيك النّصّ داخل قوالب يتمّ التّركيز عليها بمثابة مفاتيح لمدخل عمليّة النّقد طارئة في التّسمية و ربّما لها تشابه في النّقد العربي لكن بنظرة جديدة يشكّله علم العلامات، و دراسة أنظمة الرّموز والعلامات وكيفيّة تكوينها للمعنى في اللّغة عند تناول طرحها توظيفا مناسبا في مراحله ٠
و ممّا لا شكّ فيه نتأمّل مسار المكاشفة لدى بنية تفكيك النّصّ و السّرد و المفردات الأجنبيّة الدّخيلة الّتي تقيّد مقاييس و معايير عمليّة الإبداع الفنّي من خلال البيئة العربيّة ٠٠
فنجد إغراق النّقد في معيّة الثّوب الأجنبي الغربي و الّذي ينقل هذا العمل و الإنتاج الأدبي شكلا و مضمونا خارج مسار الذّوق و الدّلالات و الهويّة و الخصائص الّتي تمّ تناوله بها على أرض الواقع فلم يعد له ميزات و قبول تلقائيّا بل فرض مصطلحات و خطوات خارج دائر النّقد العربي الأصيل و الموروث مع علوم اللّغة العربيّة ٠
فهل نصفّي عمليّة النّقد الأدبي عند العرب في منهجيّة تحكّم أصوله و قواعده من جديد دون المساس بثوابته الّتي تمّ التّطوّر من خلالها و يألف الذّوق العربي كعنوان رئيسي دائما ٠






































