بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
أصداءُ الخريف …
نَبتَعِدْ، والنَّسيمُ يَرحَلُ،
واللَّيلُ يَلتَفُّ حَولَنا.
هَمسُ الماضِي يَدورُ،
بَينَ أطرافِ الذِّكرياتِ.
أوراقٌ تَحتَرِقُ بِبُطءٍ،
رائِحَةُ الخَريفِ عَلى كَفَّيَّ.
نَرحَلُ بِلا مَوعِدٍ،
والرِّياحُ تَسرِقُ أَنفاسَنا.
أفرُعُ الخَريفِ تُصفِّقُ،
بِصَمتٍ لا يَسمَعُهُ القَلبُ،
أسرارُنا تَنحَني،
أمامَ ضَوءٍ خافِتٍ.
كُنتَ في قَلبي وَطَنًا،
تَزهَرُ اللَّحظاتُ صَمتًا،
والياسَمينُ يَرفُضُ اللِّقاءَ،
ويُغلِقُ أَبوابَ اللَّمسِ.
نَتلاقى في العُيونِ،
لا يَسمَعُنا أَحَدْ،
نَغيبُ كما يَغيبُ الغَيمُ،
دونَ مَطَرٍ، دونَ وِداعْ.
الألوانُ تَتساقَطُ،
كما المَطَرِ الصَّامِتِ،
والنُّجومُ تَرقُصُ اللَّيلَ،
هَمسُكَ يَعودُ خَجولًا.
يَهيمُ بَينَ الشِّفاهِ،
ويَنسُجُ صَمتًا في قَلبي،
أحلامُنا تَمشي الرِّمالَ،
تُهَزُّها الرِّيحُ بِرِفقٍ، تَهمِسُ باسمي.
كُلُّ خُطوَةٍ مِنكَ،
صَدى حَيٌّ في داخِلي،
يُقاوِمُ الزَّمانَ،
يَحكِي عَنكَ،
كما لَو كُنتَ هُنا،
ولا زِلتَ بَعيدًا.
اللَّيلُ يُسافِرُ مَعَنا،
والقَمَرُ يَختَبِئُ خَلفَ الغَيمِ،
صَوتُكَ يَبقى،
يَهيمُ بَينَ الشِّفاهِ والرُّوحِ.
بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































