الصّمت أبلغ أم الكلام؟
سؤال عميق جدًّا، يحمل في طيّاته فلسفة الشّعور والتّجربة
الصّمت أحيانًا يكون ملاذًا، حين تضيق الكلمات عن التّعبير، أو حين يكون البوح عبئًا لا يُحتمل. فيه راحة من التّفسير، ومن ردود الأفعال، ومن خيبات التّوقعات.
لكنّه أيضًا قد يكون سجنًا، حين تتراكم المشاعر دون متنفس، وتتحوّل إلى ثقل داخلي لا يُرى ولا يُفهم.
البوح من جهّة أخرى، هو شجاعة. أن تفتح قلبك، أن تسمح لنفسك أن تُسمع، أن تُفهم. فيه راحة من الكتمان، وقد يكون بداية للشّفاء.
لكنّ البوح أيضًا يحمل مخاطرة: ألا يُفهم، أو يُساء تأويله، أو يُستغل.
الرّاحة ليست في أحدهما بذاته، بل في ( الزّمان والمكان والشّخص الّذي نبوح له )، أو نصمت أمامه.
فالصّمت حكمة حين لا يُجدي الكلام، والبوح نعمة حين نجد من يصغي بقلبه.
هل مررت بلحظة شعرت فيها أنّ الصّمت أنقذك؟ أو أنّ البوح حرّرك؟
الناقد/ أحمد الناصر الحمدو
سوريا






































