الوعساء
ظلام ليل يداهمني قبل المساء
وطيف يلتئم مع لؤلؤة وعساء
فجمعت بين صبار وورد حتّى
شربت من تلك الصّحراء ماء
عاتبت اللّيالي على ظلمتها
جعلت من دموع العين حمراء
قوافي سخرت منّي على طلبي
كما سخرْنَ بنات نعش من الجوزاء
ثم دنا الفجر يسحب ذيوله كما
تجرّ راقصة من حاشيات الرّداء
كيف أصبر على أقحوانة يحملها
سحاب مضى مسرعًا في السّماء
أو أنتظر من عطائها ريحانة
وهل يصبر الظّمآن على شرب ماء
نفح أنفاسها لامثيل له بالعطر
لاعنبر حوت ومسك غزال هباء
إن لوت عنقها بإلتفاتة أحسب
نور وجناتها للدّرب أضاء
البدر ينتظر من وراء سحابة
تعجب من نور مقلَتها الزّرقاء
عجباً هكذا أرى الجمال بخدّها
أو لأنّ حياتي دون وصلها ظلماء
د.عبدالواحد الجاسم






































