صِراعُ الرُّوحِ والجَسَدِ
الفِكرَةُ
تُنسَجُ مِن سِرِّ الغَيْبِ،
مِن رَحِمِ قَدَرٍ لا يُسْأَلُ عَن سَبَبٍ،
وتَنثُرُ الأَيّامُ ثِمارَها عَلَى صَحراءِ الصَّمتِ،
ثُمَّ تُروى مِن نَهْرٍ بلا فَمٍ وبلا نَبَعٍ.
اِرتَجَفَتِ الرُّوحُ،
فَانسكَبَت كَرقْصَةٍ أُولَى عَلَى أَرْضِ الجَسَدِ،
وانسَابَت نَبَضاتُها بَيْن شَرَايِينَ تَتَلَمَّسُ الحُلْمَ،
كَأَنَّ البُوقَ أَعْلَنَ بَدَايَةَ رِحْلَةٍ لا تَعرِفُ تَوَقُّفاً،
وأغْلَقَ كِتَابَ النِّهَايةِ عَلَى غِلَافٍ مِن سُكُونٍ.
قَصَّ الزَّمَانُ شَرِيطَ الحَياةِ،
وانفَجَرَتِ السَّاحَةُ بِالخَطَوَاتِ الأُولَى،
تَقَدَّمَ اللَّاعِبُ بِعَيْنَيْنِ تَلتَقِطانِ الفُرَصَ
كَمَا تَلْتَقِطُ الطُّيُورُ حَبَّ المَطَرِ،
وَمَضى يَقْطَعُ الأَشْوَاطَ بَيْنَ أَمَلٍ يُزْهِرُ
وإحْبَاطٍ يَتَسَلَّلُ كَظِلٍّ إِلَى جَوْفِ القَلْبِ.
مَرَّةً يَغْلِبُ النَّدى،
فَيَغْسِلُ تَعَبَ الجُذُورِ،
ومَرَّةً يَسِيطَرُ الجَفَافُ،
فَيُجَفِّفُ الأُفُقَ وَيَخنُقُ الصَّبْرَ.
إِنَّهُ الصِّرَاعُ الأَبَدِيُّ:
رُوحٌ تَبْحَثُ عَن ضَوْءِ،
وَجَسَدٌ يَتَشَبَّثُ بِالتّرابِ،
وَ الزَّمَانُ يَدُورُ كَدَوّامَةٍ لا تَنْتَهِي،
تَسقُطُ فِيهَا الحَقائِبُ،
وتَتَبَعْثَرُ الاِنْتِصاراتُ عَلَى أَرْصِفَةِ الخُسارَةِ.
وَعِندَما يُصْدِرُ الصَّفيرُ الأَخِيرُ،
تَغادِرُ الرُّوحُ،
واَصطحَبَت مَعَها الأَمَلَ وَالإحْباطَ،
وَتَرَكَتِ الجَسَدَ وَحيداً فِي سُكُونٍ
لا بَدَايَةَ لَهُ…
ولا نِهَايَةَ.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































