في البَدءِ كان السُّؤَالُ
دَردَشَـةٌ مَسَائِيَّـةٌ خامِسَـةٌ
كَي أَتَمَـرَّنَ
عَلَى حُـبِّ البُعَـــادِ
1
كُلُّ شَيءٍ يَبدَأُ بسُؤَالٍ
قد لا يَنتَهي بِجَوابٍ يُرضِي
رُبَّمَـا الإخفَاءُ وَاجِبٌ ..
أنَـا عَاشِقًا ، لا أتَساءَلُ
عَمَّـا إذا كان عليَّ
أن أبُوحَ بِحُبِّي
فلا أعتِرَافَ واجِبٌ إذن
هَـا أنَذَا أُخفِـي عَنـهُ
ما أُعَانِـي منِ انفِعـالاتٍ
يُعَاوِدُنِي السٌُؤَالُ _
هل أٌخفِي عَنهُ احتِدَامَ مَشَاعِرِي
أَم أُفَجِّرُهَـا ؟
هُنَـا يَنتابُنِي بَعضٌ من قَلَـقٍ
يَستَبِدُّ بِـي
كيفَ أَخرُجُ مِنهُ ؟
هل يَنبَغي أن أٌخفِـي
عَلامَاتِ عِشقِـي الّتي قد تَخنُقُ
الآخَرَ وتَخنُقُنِـي ؟
هُنَـا _
قد أنظُرُ إلى الآخَرَ
حِينًـا مُحِبًّا ،
وأحيَانًـا ، مَحبُوبًـا ..
2
إذا كنتُ مُحِبًّـا ،
فَعَلَيَّ أن أتمَنَّى لـه كُلَّ الخَيرِ
وَأمنَعَ إِيلامَ نَفسـِي
ولا أفرِضَ على حُبِّي قِنَاعَ الكٍتمَان
هَكذَا لا أعيشُ حَالـةَ ما يُخفَى
ولا يُخفَى في آنٍ
عِندَهَـا _
لا أكونُ المُحِبَّ الّذي يَتَأَلَّمُ
والّذي يَتكَتَّمُ
ألجَـأُ لُغَوِيًّـا ، إلى فَيضِ مشَاعِري
بِلُغَتِي ،
أستَطيعُ أن أفعَلَ كُلَّ شَيءٍ
لا بِجَسَدِي
لأنَّ ما أحجِبُـهُ باللُّغَـةِ
يُسفِرُ عَنـهُ الجَسَدُ ..
3
يـا امرأة _
جَسَدي طِفلٌ عَنيدٌ
لُغَتِي كائِنٌ رَاشِدٌ
بين الطِّفلِ العَنيدِ والكائِنِ الرَّاشِدِ
قَلبٌ يَخفِقُ دَومًــا
وَحدَهُمَـا المُحِبُّ والطِّفلُ
يَملِِكَـانِ قَلبًـا حَزِينًـا
على أنَّ الّتي أُحِبُّ
لا تَعرِفُ أنَّ قَلبي حَزِينٌ
رُبَّمَـا تَشعُرُ ما بي وتَتَجاهَلُ
وَرُبَّمَـا تُريدُ إشبَاعَ رَغبَتِهَـا
أو لا تُرِيدُ
فَتَتَرَجَّحُ بينَ القبُولِ والرَّفضِ
أَنَـا عاشِقًا ، أُقيـمُ دَاخلَ لُغـتِي
أمَّـا المَحبُوبَـةُ فَخَارِجـهَـا
أو بينَ بينَ ..
أنَـا عاشِقًا ،
لطالمـا رَغِبتُ بِوُصُولٍ يَصِلُ
ولا يَصِلُ
أنَـا مُحِبًّا ، في حالِ الإشبَاعِ ،
لستُ في حَاجَـةٍ إلى الكتابَـةِ ..
4
هنَـا ، وَمِن جَدِيدٍ ،
يَنتَابُنِي قَلَقٌ
أأُشبِعُ رغَبَـاتي وأُهمِلُ كِتَـابَتي ؟
لا حُبَّ دُونَ إشبَـاعٍ
لا كِتَـابَـةَ دُونَ حِرمَـانٍ
بينَ الإشبَـاعِ والحِرمَـانِ
وَاوٌ عاطِفَـةٌ
قد تُخَفِّفُ ما أنَـا عليهِ
من قَلَـقٍ واضطِرَابٍ
ثَمَّـةَ حالَـةُ كآبَـةٍ شِئتُهَـا لي
لا لمِن أُحِبُّ
لِمَـاذا ؟
لستُ أَدري …
5
سُؤَالٌ طَرَحتُهُ مِرارًا
وَيُعاوِدُني _
لمـاذا عليَّ أن أُكابِدَ مكانَ الآخَرِ
هو الّذي يُكابِدُ بِمَعزلٍ عَنِّـي ؟
وَأعرِفُ أنَّ الآخَرَ
يَنأَى بِشَقَائِـهِ عَنِّـي
أمَّـا أنَـا _
فلا أملٍكُ إلّا أن ألهثَ في أعقَابِـهِ
قد ألحَـقُ بِـهِ
قَد لا …
وَقد لا أكونُ وَإيَّـاهُ
في لَحظَـةِ تَـلاقٍ
هُنَـا _
أَرغَبُ في الإنفِصَالِ عنهُ قليلًا
أَتَمَرَّنُ على شَيءٍ من حُبِّ البُعَــادِ
رَاغِبًـا في أن أحيَـا مُحِبًّـا
في إجَـازَة ..
هَكذَا _
أُلامِسُ مَوتَ الآخَرَ ومَوتِـي
مُلامَسَةً خَفيفَـةً
رَاغِبًـا في أن أفهَـمَ
ما سوفَ يَحصَلُ لي …
6
يَـا امرَأة _
تُرانِـي أُفكِّرُ في الحُبِّ
وأعرِفُ أن لا رَأيَ لي فيـهِ ؟
كـم أوَدُّ أن أعرفَ
ما يَكُونُ في الحُبِّ
لكِنِّي في دَاخِلٍـهِ أنَـا
أراهُ وُجُودًا لا جَوهَرًا
وأرى التّفكيرَ فيهِ
سُرعَانَ ما يَنقَلِبُ تكرَارًا
لا تَفكِيرًا
عندَهَـا _
أنَـا في المَكانِ الرَّدِيءِ للحُبِّ
يقُولُ مَثَلٌ صِينِيٍّ _
[ المَكَـانُ الأكثرُ عَتمَـةً
يكُونٌ تحتَ المِصبَاحِ دَومًـا . ]
[ أنَـا أًريدُ أن أفهَمَ نَفسِي ،
أن يَفهَمَنِي . الآخَرُونَ ، أن
أجعَلَ الآخَرينَ يعرِفُونَنِي ،
أَبغِـي العِنَـاقَ ، أَبغِـي أن
يَأخُذَنِي أَحَدُهُـم مَعَـهُ . ]
تِلكَ كانَت صرخَتِي
معَ أنطوان كوبـانيون
على أن هَدَفــي
النَّفَـاذُ إلى الحُلمِ الكبيرِ الصَّافي
إلى الحُبِّ التَّنَبُّؤي …
7
يَـا امرأة _
تَعِبتُ في الحُبِّ
تَعِـبَ تَعَبِـي
” دَعينِـي وَألَمِي حتَّى النِّهايَـةِ :
فلا يزالُ لدَيَّ منَ القُوَّةِ ما يَكفِي
لبُلُوغِ أقصَى تعبي هذا ، على
الرَّغـمِ من تَعَبِـي ”
[ فِـرتِـر ]
ميشـال سعــادة
الأربعاء 24/9/2025






































