عِناقُ الأُفُول
يَمْتَدُّ الظِّلُّ
عَلى كَتِفَي المَسَافَةِ،
كَأَنَّهُ نَغْمَةٌ ضَالَّةٌ
تَبْحَثُ عَنْ صَدْرٍ يَحْتَوِيهَا.
تَتَسَاقَطُ الأَلْوَانُ
مِن أَهْدَابِ المَسَاءِ،
وَتَتَوَارَى المَلَامِحُ
خَلْفَ غِلَالَةٍ مِنْ حُلْمٍ يَذُوبُ.
هُنَاكَ،
حَيْثُ يَنْحَنِي اللَّيْلُ عَلَى نَفْسِهِ،
وَتَرْتَعِشُ الطُّيُورُ فِي أُفُقٍ غَامِضٍ،
أَسْمَعُ أَنْفَاسَكَ
تُدَوِّنُ صَوْتَهَا
فِي صَدْرِ الغُيُومِ.
يَدُكَ،
إِذَا لامَسَتْ وَهَجَ رُوحِي،
أَشْرَقَتِ الجِهَّاتُ الأَرْبَعُ،
وَانْفَرَجَتِ الأَبْوَابُ
لِمَوَاسِمٍ لا تُغَادِرُ.
أَمْشِي عَلَى آثَارِ خُطَاكَ،
فَتُضِيءُ الأَرْصِفَةُ بِالنَّدَى،
وَتَتَزَيَّنُ الأَرْضُ
كَعَرُوسٍ تَنْتَظِرُ النَّشِيدَ.
يَا غُرُوبًا
يَحْمِلُ سِرَّ الرَّحِيلِ،
وَيُعِيدُ كِتَابَةَ البِدَايَةِ،
أَحْفُرُ فِيكَ اسْمِي
كَأَنَّنِي أُعَلِّقُهُ
عَلَى جَبِينِ الأَبَدِ.
وَحِينَ يَنْعَسُ اللَّوْنُ
فِي مَحَاجِرِ الأُفُقِ،
تُزْهِرُ العُيُونُ أَمَانِيَهَا،
وَيَرْتَجِفُ القَلْبُ
بَيْنَ فَرَحٍ مُسْتَعَارٍ
وَوَعْدٍ لا يَشِيعُ.
فِيكَ
يَتَّسِعُ الصَّمْتُ حَتَّى يُغَنِّي،
وَيَنْحَنِي الضَّوْءُ حَتَّى يُصَلِّي،
وَتَسْكُنُ الرُّوحُ
فِي نَهْرٍ يَجْرِي
إِلَيْكَ.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































