بقلم … عبود الجابري
لا يُصدِرُ الهواءُ رنيناً
يا من تعبثُ بحصّالةِ الرّيح
الشّواهدُ صامتةٌ، تشيرُ إلى تواريخِ الموت
ولن تعثرَ على ميْتٍ
يسقي حديقةَ المقبرة مثلاً
ثمَّ أنّك تبالغُ في الانحناءِ
كما لو أنَّ من تتحدَّثُ إليهم
آلهةً أو أولياء صالحين
رغمَ علمكَ بأنّهم خزّافون
يكسرونَ جرارَهم
بحجّة أنّها مأوىً للشياطين
يلعبون بالطّينِ عندما يكونُ طيِّعاً
لكنَّهم يلهبونَ قلبَهُ بالنّارِ
عندما يريدونَ منهُ أن يذعنَ لأخيلتهِم
وهبْ أنَّ بيتَك خاوٍ وغرفتَك باردة
فهل عليكَ أن تشتمَ البردَ
وتلقي باللّائمةِ على الجوعِ
وتُغاضبَ الملائكة؟
هبْ أنَّ أحداً
لم يقلّبْ بضاعتكَ في السّوق
فهل هذا سببٌ كافٍ يجعلُكَ تبكي؟
ألم يخبركَ الغرابُ
أنَّ السّوادَ ليس لعنةً
مثلما أنّ البياض ليس مقدّساً دائماً؟
ألم يقل لك أحدُهم
أنّه باتَ ينفقُ من مدَّخراتِه؟
وكلَّما اقترب من كينونةِ الوردةِ
تناهى إلى تفكيرهِ أن يقذفَ بها طائراً
ليفرِغَها من لونِها ورائحتها
وتبجيلِ الأحياءِ والأمواتِ لها
كيف لي إذن
أن ألعبَ دور النّاصحِ في هذا المقام؟
وكيفَ أنبذُكَ خارجَ حياتي؟
وكلانا متورّطٌ بالعمرِ ذاته
بسنواتِهِ الّتي طيّرَتْها أنفاسُ الآخرين
بقلم … عبود الجابري
عمّان






































