بقلم … منية نعيمة جلال
” كانانغ ساري ”
” Canang Sari ”
قربان الإمتنان اليومي …
صلاة من ألوان
في ” بالي ” تجربة روحيّة عميقة وجميلة …
عقد سلام يوميّ مع الطّبيعة بلغة الورود …
هكذا يقدّمون شكرهم ..وقربان الإمتنان …
عشنا في حضن هذا النّور في قلب الهدوء الّذي يشبه الصّلاة ..
جلسنا بجوارها
امرأة من بالي تعلّمنا كيف يمارسون طقوسهم كلّ صباح وعلى عتبة كلّ بيت ….. وكلّ محلّ
“كانانغ ساري ”
زهور ناعمة ..ألوان تهمس عطر بخور …كلّ تفصيلة فيه تُرتّب القلب وتعيده لانسجامه الأوّل ..ألى التّواضع أمام الجمال ..
إلى الإمتنان قبل أن تطلب شيئا من الحياة..
بالصّور والفيديو وثّقت لحظة مقدّسة ..
لحظة لم تكن مجرّد طقس ..بل لقاء مع المعنى
في بالي لا يتحدّى الإنسان الطّبيعة .
بل يُوقّع معها عقد محبّة وسلام
الطّبيعة هي ” السّيدة ”
dominante
وهم خدمها المحبّون
لا يقاتلونها ..لا يتحدّونها بل يخشعون أمام عظمتها ..
هنا تمارس القداسة يوميّا
في الأسواق..في الممرّات..على عتبات البيوت..
في عيون العابرين الّذين يبتسمون لك لأنّهم يعرفون:
الإحترام لا يُمنح حسب الدّين .او اللّون أو اللّغة ..
بل يمنح لأنّك ” آخر ” ..ولأنّ الآخر مرآة الذّات …
ثلاث ركائز يحملها هذا الشّعب في قلبه :
الإنسان؛ الإله؛ والطّبيعة
ثلاثة في وحدة لا تنفصل ….
وهكذا وضعت زهوري في السلّة الصّغيرة ..
قدّمتها للأرض ،
ثمّ رفعت عينيّ للسماء ..
فشعرت أنّي أقرب ..أخفّ وأكثر امتنانا
ويقيني دوما أنّ الرّوح الّتي تصغي للطّبيعة لا تضيع أبدا…
بقلم … منية نعيمة جلال






































