حلو كالعسل
تسير بهدوء وحدها في شارع خال من العابرين كعادتها اليوميَّة؛ لتشاهد الشُّروق على البحر، أحسَّت بخطوات خلفها؛ تسارعت دقّات قلبها خوفا، وبمظهر الثَّبات الكاذب أكملت طريقها دون التفات؛ رائحة عطرة لامست أنفها ـ قد اقترب أكثر ـ رائحة طيّبة تسرّبت إلى ذرَّات دمها، بدأت تتساءل: مَن صاحب العطر العتيق الجميل؟!!!!!.
سبقها بخطوات قليلة واستدار؛ لم تره من قبل.
بابتسامة ساحرة وصوت حنون سألها: ألا تخافين السَّير وحدك؟!
أجابت بثبات يداري قلقًا وخوفًا: وما شأنك!!!
بحركة جريئة أمسك بذراعها، اقترب حدَّ التَّلامس وهمس: ألا تعرفين من أكون؟!!!
ألم يخبرك والدك أني تقدَّمت بالأمس أطلب الزّواج منك ، وقد رفضتِ الخروج لأنّك لن تتزوجي بشخص لا تعرفينه، ولم تحبِّيه، ها أنا ذا أمامك؛ تعرّفي إليَّ، وذوبي عشقا ثمَّ تزوّجيني.
خطف قلبها بجرأته، بوسامته، وعطرِه؛ شعور غريب قد اعتراها؛ عانقت روحها السَّماء، خفق قلبها، حاولت التَّخلص من قبضة يده لم تُفلح؛ رعشة سرت في جسدها، آهات ساكنة في أذنها، وليد قد تهدهد في قلبها، حلاوة العسل في حلقها ـ حاولت التَّخلص من قبضته مرَّة أخرى ـ اقترب أكثر، أمسك بها بكلتا يديه ؛ قد تخبَّطت إشارات العقل والقلب، وسكن الجسد مطمئنا.
علامات الحبِّ صارت واضحة؛ ابتسامة خجلى، هدوء التَّعابير، سكون الجوارح، أعطته ذراعيها طوعًا ليظلَّ ممسكًا بهما.
كعصفورين يهمسان، كصوت النسيم يعانق أشجار الكرز، كهدير الماء من شلال قريب، كارتواءٍ بعد عطش، كوجبة شهيَّة بعد قحط وجوع، ومقعد تظلِّلُه شجرة وارفة في صحراء جرداء.
بصوت صارم همس: هلّا تتزوجينَني؟!
بصوت بالكاد يُسمع أجابت: نعم.
الكاتبة الصَّحفية/ دعاء محمود
مصر
دعاءقلب






































