فرحةٌ تُزهرُ في “أبو حسيبةَ”: من حلمٍ مؤجَّلٍ إلى واقعٍ ملموسٍ :
بقلم : أشرف كمال
سنواتٌ طويلةٌ ظلَّ أهالي قريةِ أبو حسيبةَ وعزبةِ شاكرَ وجزيرةِ ألوحيبةَ يعيشونَ على أملٍ، يتناقلونهُ بينهم في مجالسِهم وأحاديثِهم اليوميةِ. حلمٌ صغيرٌ في مظهرِهِ، عظيمٌ في أثرِهِ، يتمثلُ في استثمارِ مبنى مركزِ المعلوماتِ الذي ظلَّ مغلقًا لأكثرَ من عامينِ، بلا فائدةٍ ولا حياةٍ.
اليومَ، جاءَ الخبرُ الذي طالَ انتظارهُ، خبرٌ أثلجَ الصدورَ ورسمَ الابتسامةَ على وجوهِ البسطاءِ: تحويلُ المبنى المهملِ إلى مركزٍ خدميٍّ شاملٍ يحتضنُ كبارَ السنِّ والأراملَ والمطلقاتِ وأصحابَ المعاشاتِ والمستفيدينَ من “تكافلَ وكرامةَ”، ويقدِّمُ لهم ما يحتاجونَهُ من خدماتٍ بريديةٍ وخدماتٍ يوميةٍ طالما تكبَّدوا المشقةَ للوصولِ إليها.
– بدايةُ الحلمِ.. صوتُ المواطنِ أقوى :
القصةُ بدأتْ عندما تقدَّمَ الصحفيُّ أشرفُ كمالٌ، الذي حملَ همومَ الأهالي ونقلَ صوتَهم بأمانةٍ، بالتماسٍ رسميٍّ إلى اللواءِ الوزيرِ عمادَ كدولني محافظِ المنيا، وذلك من خلالِ نائبِ “المهامِّ الصعبةِ” النائبِ مجدي ملكٍ، الذي لطالما عُرِفَ بمواقفِهِ في الدفاعِ عن حقوقِ دائرتِهِ وتبنّي قضاياها الملحّةِ.
– القرارُ المنتظرُ.. من الإهمالِ إلى العطاءِ :
ومع إصرارِ الأهالي ومتابعةِ المسؤولينَ، جاءَ القرارُ التاريخيُّ الذي غيَّرَ المعادلةَ: المبنى لم يعدْ رمزًا للإهمالِ، بل أصبحَ عنوانًا للخدمةِ والعطاءِ.
– أصداءُ القرارِ بين الأهالي :
ما إن شاعَ الخبرُ بين بيوتِ القريةِ حتى تحوَّلتِ الأجواءُ إلى ما يشبهُ العيدَ.
الأمهاتُ اللواتي كنَّ يواجهنَ عناءً بالتنقلِ لمسافاتٍ طويلةٍ لقضاءِ أبسطِ شؤونِهنَّ، تنفَّسنَ الصعداءَ. كبارُ السنِّ الذينَ كانوا يجدونَ المشقةَ في الذهابِ إلى المراكزِ البعيدةِ، وجدوا في القرارِ بارقةَ أملٍ تخففُ عنهم العناءَ. وحتى الشبابُ، رأوا في هذه الخطوةِ دليلًا على أن صوتَ القريةِ مهما بدا بسيطًا، فهو قادرٌ على أن يجدَ طريقَهُ إلى آذانِ المسؤولينَ.
– أهميةُ المشروعِ للنساءِ والفئاتِ المستضعفةِ :
يمثلُ افتتاحُ هذا المركزِ الخدميِّ نقلةً نوعيةً للنساءِ الأراملِ والمطلقاتِ، اللواتي طالما واجهنَ مشقةً في إنجازِ المعاملاتِ الرسميةِ أو الحصولِ على المساعداتِ. كما يوفِّرُ المركزُ خدماتٍ مباشرةً لأصحابِ المعاشاتِ والمستفيدينَ من “تكافلَ وكرامةَ”، مما يضمنُ لهم كرامةً أكبرَ وراحةً أكثرَ.
– شراكةٌ حقيقيةٌ بين المواطنِ والمسؤولِ :
القرارُ لم يكنْ وليدَ الصدفةِ، بل ثمرةَ تعاونٍ صادقٍ بين المواطنِ الذي يطالبُ بحقِّهِ، والصحافةِ التي تنقلُ صوتَهُ، والنائبِ الذي يترجمُ المطالبَ إلى خطواتٍ عمليةٍ، والمحافظِ الذي يضعُ المصلحةَ العامةَ فوقَ أيِّ اعتبارٍ. إنها حلقةٌ متكاملةٌ من العملِ الوطنيِّ، تؤكدُ أن التنميةَ لا تتحققُ إلا بتضافرِ الجهودِ.
– رسالةٌ للمستقبلِ :
هذه الخطوةُ تحملُ أكثرَ من مجردِ افتتاحِ مبنى خدميٍّ. إنها رسالةُ أملٍ، تقولُ للأهالي: إن صبرَكم لم يذهبْ سدى، وإن مطالبَكم تجدُ طريقَها للتحققِ مهما طالَ الزمنُ. وهي أيضًا رسالةٌ إلى بقيةِ القرى، بأن التنميةَ قادمةٌ، وبأن التعاونَ بين المجتمعِ المحليِّ والمسؤولينَ كفيلٌ بتحويلِ الأحلامِ إلى واقعٍ يغيِّرُ حياةَ الناسِ.
– كلمةٌ أخيرةٌ :
لقد تحققَ الحلمُ في “أبو حسيبةَ”، لكن الفرحةَ لا تخصُّ أهلَها وحدَهم، بل هي قصةٌ ملهمةٌ لكلِّ قريةٍ ومدينةٍ تبحثُ عن خدمةٍ أو تطمحُ إلى تطويرٍ. هي صفحةٌ مضيئةٌ في سجلِّ محافظةِ المنيا، تُسجَّلُ بحروفٍ من امتنانٍ، وتبقى شاهدًا على أن ما كانَ يومًا أمنيةً بعيدةً، صارَ اليومَ حقيقةً تُبهجُ القلوبَ وتبعثُ على التفاؤلِ.






































