سُلُوكُ نَـاسِكٍ
دَردَشَةٌ مَسائِيَّـةٌ رَابِعَـةٌ
كي لا تَتَأَكَّلُنِي الشٌّكُوكُ
وَيَغتَالُني القَلَـقُ ..
1
……………
……………
ثَمَّـةَ في الحُبِّ ،
ما يَحدُثُ خَارجَ إرَادَتِي
فاَنَـا مُحِبًّـا ، أُعَاني تَعَـاقُبًـا _
تَعَـاقُبُ النَّجَـاحِ أو الإخفَـاقُ
النَّصرُ أوِ الهَزِيمَـهْ
هذا وَإنِّي ، في آنٍ ،
أَحيَـا على نَحوٍ مُتَنَاقِضٍ :
سَعيدٌ ويَائِسٌ
كأنِّي أعيشُ على هَوَى المُصادَفةِ
فلا أخرُجُ ، في مُجابَهَةِ المُغامَرةِ ،
لا ظافِـرًا وَلا مُنكَسِرًا
لكنَّ قناعةً لَدَيَّ
أنّ حبِّي ليسَ قَـابلًا للحيـاة
أتساءَلُ _
هل يكون استمرارُ الحُبِّ
أفضلَ منَ اشتعالِـهِ ؟
هل هذا القَدْرُ منَ الحنانِ
الّذي أقدِّمُهُ دليلُ قُوَّةٍ ؟
ولمَ التَّوتُّـرُ الهائِـلُ الّذي أُعانيـهِ
يَكُونُ دَليلَ ضَعفٍ ؟
2
تَتَأَكَّلُني الشُّكوكُ
لحظةَ حُبِّي الحَزينِ
وارتِفاعِ الضَّغينًـهْ
لكنَّ الأملَ معقُودٌ دومًـا ،
على الخُرُوجِ منَ النَّفَقِ
كأنْ أبغي العَودةَ الى لقائِنَـا الاوَّلِ
شَرطَ ألا أكرِّرُهُ
قَـائِلًا _
فَلنُعِدِ الكرَّةَ …
لكِنْ ، أنَـا المُحِبُّ المُقيمُ والثابِتُ ،
لا زِلتُ على خَوفٍ
من خَطَرٍ
من جُرحٍ
من تَقَلُّبٍ
من هَجرٍ
بكلمةٍ واحِدَةٍ _
أنَـا في قلقٍ قَـاتِـلِ
يُساوِرُني ، يَتَعاظَمُ ويَتَنامَى
أُحِسُّهُ ، كمـا أحَسَّ سُقرَاطُ ،
بالسُّمِّ يَسري ،
ويَسري في العُرُوقِ
أنتظِرُ مَن يُخاطبُني _
لا تقلَقْ بعدَ الآنِ
خفِّفْ عنكَ المآسي
لقد فَقَدتَ مَن تُحٍبُّ
ألفُقدَانُ التِيَـاعٌ
ورُبَّمَـا مَوتٌ بَطِيءٌ ..
3
هَـا أنَـا في ضَلالٍ مُبينٍ
كأنِّي أُحِـبُّ الحُبَّ لا مَن أُحِبُّ
كأنِّي أرغَبُ في رَغبَتِي
ما عاد المَحبُوبُ يَعنِينِي
تُراني أندُبُ ضَياعَ الحُبَّ
بمَعزِلٍ عَنِ الشَّخصِ المَحبُوب ؟
أُبحِرُ تائِهًـا في ضميرِ الأنَـا الثَّابتِ
والمُقيمِ في ذاتِ المكانِ والزَّمـان ..
4
ثَمَّـةَ في الأُفُقِ تَغَيُّرٌ مًفاجِئٌ _
أعودُ أبحَثُ عن إبطَالِ إلغَاءِ
مَن أُحِبُّ
لكِنْ _
أجِدُنِـي أُجَـاهِدُ نَفسِي
في مُكابَدَةِ ألَـمٍ جديدٍ
أَأَنَـا من ألَـمٍ إلى ألَـمٍ
أُحِسُّ أنِّي مُذنِبٌ بحقِّ مَن أُحِبُّ
فلا بُدَّ أن أشرَعَ في سُلُوكِ مُتنسِّكٍ
أُعَـاقِبُ ذَاتِـي
ولا بُدَّ هُنَـا أن أَتَحَمَّلَ
وَأَتَجَمَّلَ بالصَّبرِ
وَأَتَّشِحَ بِـالحُزنِ
عَلَّ أملًا يأتِـي على سَحابَـةٍ ماطِرَهْ
عِندَهَـا ،
أرجو الآخَرَ المُهاجِـرَ ، غَيرَ المُقِيـمِ ،
بِعَطفٍ _
أَعِرنِي التِفاتَـةً لتَرَى
ما أنتَ بي فَاعِـلٌ ..
5
ها أنَـا أنتظرُ
في صَخبِ القَلقِ
المُنبعِثِ منَ انتِظَـارِ مَن أحِبُّ
عَودةً ، وُصُولًا
عَلامَـةً مَوعُودةً
لكنَّ القَلقَ هُوَ ذَاتُـهُ
كَونِـي أنَـا المُمَثِّلُ الأَوحَدُ
عَلَى خَشَبَـةِ الحُبٍّ
أُعَـايِنُ تَأخُّرَ الآخَرِ
أُطلِقُ العَنَـانَ لِقَلِقِ الإنتِظَـارِ
مُتَسَائِـلًا _
لِمَ تَجتَاحُنِي كآبَـةٌ قَاتِمَـةٌ ؟
كيف لي أن أعبُرَ مَكاني ؟
كيف لي أن أَمحُو زَمانًـا
فيهِ أنَـا العابِـرُ
مِنَ الغِيَـابِ إلى المَوتِ ؟
كأنَّ الآخَرَ مَيتٌ ..
6
لا موتَ خَـارجَ الذَّاتِ
لا نَشوَةَ دونَ الإنتِظَـار
، هٰكذَا أنَـا في الحُبِّ
، مِن مَشهَدٍ إلى مَشهَدٍ
أطرَحُ الأسئِلَـةَ _
هل أنَـا مُحِبٌّ لأنّي أنتَظِرُ ؟
ولِمَ هذا الآخَرُ لا يَنتظِرُ أبدًا ؟
كان بِوِدِّي دَومًـا
أن أُمَثِّلَ دورَ ذاكَ الّذي لا يَنتَظِـرُ
ولا يَعنيهِ ما أنَـا عليه في الحُبِّ ..
مُوظَّفٌ خَارَجَ اللُّعبَـةِ يُطفِئُ الأضوَاءَ
يُسدِلُ السِّتَـارةَ على المَسرَحِيَّـهْ ..
7
الكِتَـابَـةُ وَجَـعٌ
كَثرَةُ الكَـلامِ جٌرحٌ
عَدَمُ الكـلامِ صَحرَاءُ
أنَــا ، في دائِرَةٍ مٌغلَقَـةٍ ،
أكتُبُ .. أُحِبُّ
أَقلَقُ .. أنتَظِرُ
أُلاعِبُ وَأُدَاعِبُ جُرحِـي ..
ميشـال سعــادة
مسا الجمعة 19/9/2025






































