ماذا تُريدين
و للجسدِ أنينُ
و للرّوحِ حنينُ
و أنتِ ما بين ذاكَ و ذاك
مُعتلّةُ الأفكار .
مثقوبةُ المشاعر البالية
مُحطّمةُ العقلِ و القلبِ
نازفةٌ من مُنتصفِ الجبين
لنفسكِ تُقارعين .
ما أعلمُهُ يا قرينةَ المجانينِ
إنّ المشاعرَ ليس لها
لا صخبٌ و لا ضجيجٌ
لا عبثُ حناجرَ و لا هُتافٌ
هي تنسلُ بهدوءٍ تامٍّ
بين أروقةِ الأوردةِ و الشّرايين
يتمُ خلطُها مع الدّماءِ
بمقاديرَ جدّاً دقيقةٍ
لا يجوز أن تنقُصَ مقدارَ ذرةٍ
و لا يصِحُّ أن تزيد .
إنّ المشاعرَ دائماً ما كانت تقِفُ
في العتمةِ ، خلفَ الكواليس
لكنّ لها ، ( للمشاعِر )
ملامحَ و إشاراتٍ
هي غيرُ مرئيّةٍ
لكن تُرى بالعينِ المُجرَّدةِ
غيرُ مرئيّةٍ ، لكن عند مرورها بجانبنا
نراها مُتزيّنةً بأشرطةٍ ملوّنةٍ
و ثيابٍ مُطرّزةٍ و مزركشةٍ
بخيوطِ الذّهبِ و الحرير
و أساورَ و خواتمَ و خلاخيل
كعروسٍ بأبهى حُلّتِها
بأشهى صورَتِها
بأزكى رائحَتِها
صاحبةَ المشاعر البالية
أخبريني ، ماذا تُريدين
تُريدينَ فِعلَ كُلّ شيءٍ
و لا تفعلين
و لا تقتربين
و لا حتّى أنّكِ تذوبين
و لا حتّى من الشّوقِ تموتين
أُترُكيني في متاهَتي إنّي من الصّابرين
خُذي بيديَ ما عُدتُ أقوى على ألَمِ السّنين
أخبريني ماذا تُريدين .
شاحبةَ الألوانِ
مصقولةَ المشاعرِ
مُدمنةَ الأشواكِ
مُنخفضةَ الأمواجِ
بحدسي كنتُ دائماً
أقرأُ أفكارَكِ .
فتستغربينَ و تتعجّبين
فتنبهَرينَ و تخافين
يا آكِلَة العصافير .
بقيَ لديكِ فُرصةٌ واحدةٌ لأخباري
إنّ المشاعرَ قد صارت عندكِ سُيولا
و بها تودًينَ أن تُغرقيني و تَغرقين
قبل أن أكرهَكِ و تنتهي فُرصَتُكِ
أسرعي بأخباري ، ماذا تُريدين .
صلاح محمد نانه / سورية / حلب .






































