بقلم … مريم أبو زيد
يا أيُّها الأرَقُ الذي يُغنّيني …
يَا أَيُّهَا الأَرَقُ الَّذِي يُغَنِّيني.. وَيَسْكُبُ فِي أَصَابِعي نَشيدَ البُكاءْ
أَنْتَ الفَضاءُ الَّذِي يُرَنِّمُ صَمْتَي.. وَالمِئْزَقُ العَذْبُ بَيْنَ لَظَى وَسَماءْ
فَنارِيَ الَّتِي تَتَلاشَى.. أَضُمُّهَا كَوَهْمِ شِراعٍ غَريقٍ فِي مِياهِ التَّجَاريبْ
يَحُثُّ الرِّياحَ عَلَى العُبُورِ.. وَيَرْفُضُ إِلّا الغَرَقَ.. فِي بَحْرِ التِّيهْ
وَأَنحَني لِمِصْبَاحِ كَالحَزينِ.. أَتوَسَّلُهُ: أَقِلِيَ الشَّطَّ.. أَيْنَ تكْمُنُ النِّهَايَهْ؟
فَيُجِيبُنِي بِصَوْتٍ مِنْ رَصَاصٍ وَعَسَل: “النِّهَايَةُ هِيَ البِدَايَه”
عَذَابُكَ.. هُوَ الوَطَنُ الَّذِي لَا يُشْبِعُ الجُوعْ
هُوَ الكَلِمَةُ الَّتِي تَهْبِطُ مِنْ عُنُقِ القَصِيدَهْ.. عَارِيَه
هُوَ الوَترُ الَّذِي يَصْمُتُ.. فَتَنْزِفُ الأَغَانِي سَأَمًا وَوَلَها
هُوَ الاِنْتِظَارُ.. ذَاكَ المُلَاكُ الأَشْقَى يَمُدُّ خُيوطَهُ بَيْنَ جُدُرَانِ اللَّيَالِي..
فَأَعْبَثُ أَنَا بِهَا وَأَنْسُجُ مِنْهَا مَعْبَدًا لِلهَوَادَةِ.. وَالمَجهُولْ
دُونَكَ.. تَتَسَاقَطُ الأَقْمِشَةُ عَنْ جَسَدِ الكَلِمَاتْ
تَمُوتُ القَصَائِدُ قَبْلَ أَنْ تَرْتَوي مِنْ مَاءِ الوُجُودْ
وَيَتَحَوَّلُ لِحَاءُ أَشْجَارِي إِلَى رَمَادٍ.. وَرَحِيلْ
يَنَامُ الحُزْنُ فِي وَسَادَتِي.. يَتَدَثَّرُ بِغُبارِ الذِّكْرَيَاتْ
وَيَدُورُ حَوْلَ نَفْسِهِ فِي مَدارِي.. كَكَوكَبٍ بَائِسٍ فِي فَضاءٍ مُغْلَقْ
دُونَكَ.. أَرْسُمُ الظِّلَّ عُنْوَانًا لِانْزِوَائِي
فَيَتَحَوَّلُ الرَّسْمُ إِلَى مِرْآةٍ.. أَرَى فِيهَا وَجهِي يُقَطِّعُهُ الضَّيَاعْ
دُونَكَ.. أُحَاوِلُ أَنْ أُحِيلَ صَمَتِي إِلَى نَغَمٍ
فَتَخْتَنِقُ الأَنْفَاسُ.. وَتَضِيعُ الأَشْلاءْ
وَتَبْقَى أَنَا.. مِزَقًا مِنْ صَوتٍ.. وَرُقْعَةَ ظِلٍّ.. وَسُؤالاً لا يُرْوَى.. لِغَازِلَةِ الأَوْجَاعْ.
بقلم … مريم أبو زيد






































