سَمَر سَمَر
عُيونُكِ نافِذَةُ الحَنينِ،
تُسافِرُ بي عَبرَ الأرْضِ،
وتَسقيني مِن وَهجِ الشِّفاهِ
حَياةً تَجري كالنَّهرِ،
يا سَمَر… يا سَمَر.
عِشقُكِ مَطَرٌ يَغسِلُ ذُنُوبي،
يُشعِلُ لَيلي بِالأنوارِ،
ويَمتَدُّ نَهاري أُغنِيَةً
أسمَعُها مِنكِ… سَمَر سَمَر.
أُحِبُّكِ حُلْماً فَوقَ الزَّهْرِ،
طَيفاً يَعبُرُ رُوحي،
ونَجمَةً تَكتُبُ اسمي
عَلى وَجهِ القَمَرِ،
وتَهمِسُ بِاسمي: سَمَر سَمَر.
أنتِ قَصيدَتي، وأَنا لَحنُها،
أنتِ الحِكايةُ، وأَنا صَداها،
كُلُّ حَرفٍ عَلى شَفَتي
يُرَدِّدُ اسمَكِ… سَمَر سَمَر.
بَحَثتُ عَنكِ بَينَ الغُيومِ،
بَينَ الرِّيحِ، بَينَ المَطَرِ،
فَكنتِ قَدَراً يَملأُ قَلبي،
قَيداً يُحَرِّرُني،
وصَوتاً يُناديني: سَمَر سَمَر.
لَحنُ الوُجودِ يَعرِفُكِ،
والدَّهرُ يَئِنُّ بِاسمِكِ،
كُلُّ فَجرٍ يَخرُجُ مِنكِ،
وكُلُّ لَيلٍ يَعودُ إلَيكِ،
وفي صَمتي أَسمَعُكِ… سَمَر سَمَر.
أنتِ بَدايةُ أَغانِيَّ،
أنتِ خِتامُ النَّشيدِ،
أنتِ بَحرٌ لا قَرارَ لَهُ،
وأَنا مَوجٌ في حِضنِكِ،
أَهتِفُ بِاسمِكِ: سَمَر سَمَر.
حِينَ يَذبُلُ عُمري تَبقَينَ زَهرَةً،
وحِينَ يَصمُتُ دَهري
يَعلو صَوتُكِ أُغنِيَةً خالِدَةً،
يُغَنِّيها قَلبي… سَمَر سَمَر.
كُلُّ شَيءٍ يُذَكِّرُني بِكِ:
نَدى الصَّباحِ، نَسيمُ اللَّيلِ،
دُعاءُ العاشِقِ في الغَيبِ،
هَمسُ الطُّيورِ، بُكاءُ المَطَرِ،
كُلُّها تَقولُ: سَمَر سَمَر.
يا فَرَحي في غُربَتي،
يا دِفئي في بَردي،
يا حُضنَ العُمرِ إذا ضاقَ الدَّهرُ،
أنتِ رَجائي… سَمَر سَمَر.
مِنكِ أَجِيءُ وإلَيكِ أَعودُ،
أنتِ كِتابي، وأنتِ حُدودي،
في كُلِّ نَبضي، في كُلِّ عُمري،
أنتِ حَياتي… سَمَر سَمَر.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































