بقلم:عبدالامير البهادلي
إنحناءة قمر …
أحبّتي،
يا منّ جعلتم للكلمة أجنحة،
وللحرفِ مرافئَ آمنة،
كنتُ بينكم غيمةً
تسقي ظمأ الأرصفة،
ونايًا يتقاسم معكم صدى المساءات.
لكنَّ الجسد
يخونُ حين يثقلُ عليه المرض
و تنهكه فيا في الرّحيل،
ويتحوّل النّبضُ
إلى ريشةٍ ترتجف في مهبّ الرّيح.
ها أنا،
ألمُّ ما تبقّى من حبرٍ متعب،
وأودِعُه بين أيديكم،
كأمانةٍ لا تُخدش،
ولا تُنسى.
إعذروا صمتي،
فالصّمتُ ليس جفاءً،
إنّما هو لغةُ الموج
حين يعجز عن حمل السّفينة.
إعذروا ٱنسحابي،
فهو إنحناءةُ قمرٍ
أدركه الغياب
قبل إكتماله.
سلامي لكم،
سلامُ قلبٍ يضعفُ لكنّه لا يخون،
سلامُ يدٍ
تلوّح من بعيدٍ
وتعرف أنّ العناقَ صار مستحيلاً.
سأظلّ أراكم في الضّوء،
في إرتجافة القلم،
في كلِّ ترنيمةٍ
تنبت من بساتينكم،
وأتوكأ على ذكراكم
كما يتوكأ العابرُ
على عصا النّجاة.
وداعاً لا وداع فيه،
فالمحبّة الّتي بيننا
أوسعُ من الغياب،
وأعمقُ من هذا الإنسحاب.
بقلم:عبدالامير البهادلي
9 ايلول 2025






































