بقلم … سعيد العكيشي
الوصيّة الأخيرة …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى جثّة الماء المهرولة صوب الغرق
البحر لا يكترث بوصايا الغرقى
نحن الغرقى الوحيدين نكتب الشّعر
ونتشبّث بقشّة الأمل لننجو
لكن
لا شاطئ لبحر الحزن
نحسد طائراً
يسبح في غيمة بيضاء لا تعرف الحزن
لا تسقط على الأرض
ولا تفكّر بالهجرة
إلى الظّمأ الّذي يشرب ماء الصّبر
وينسى الارتواء
كم يلزمنا من الصّبر لنرضع الحرّيّة
من ضروع الهراوات؟
إلى الأحلام الّتي قُصّت أجنحتها
واقعدها الانكسار على حواف الوسائد
متى يرتدي الخريف معطف الرّبيع
ويخرج لمصافحة المطر؟
متى يبتسم للعصافير
كي تنسى مواسم الهجرة؟
إلى الصّبيّة الّتي خبّأت قبلاتها
في جيوب البراءة
وسقطت في سهو الوقت
وسرقها العيب
لا تطلبِ مغفرة من همز ولمز النّميمة
إلى المقابر الجماعيّة،
وهي تقيم موائد حزن فاخرة للفقراء
استضيفِي رأس الحرب
ودعي جثّتها للموت يمارس وظيفته
إلى النّظرة غير المحتشمة
لا تتوّغلِ إلى ما وراء البنطال الأنيق
حتّى لا يطفح كيل الرّغبة
فتُسفك دم الأخلاق
إلى القصيدة المتمرّدة عن إرادة الشّاعر
أما آن لكِ
أن تتوقّفي عن ممارسة الوشاية بشاعِرِك،
إلى الظّلال الهاربة من لوم الشّمس
المتوارية في أحضان الجدران المائلة
الحياة تكتب وصيّتها الأخيرة
على راحة يد شاعر
لا أحد يقرؤه،
ولا ينقذه الحبر منها.
بقلم … سعيد العكيشي/ اليمن






































